والكلى بالمعنى الثاني لا يصلح للشخصية والوجود في الخارج بخلاف المعنى الأول فإنها لفرط ابهامها تصلح لكثير من القيود المتنافية كالوحدة والكثرة والحلول والتجرد والمعقولية والمحسوسية فالمعقول من الجوهر وإن كان عرضا بحسب خصوص وجوده الذهني وكونه كليا ولكنه جوهر عندهم بحسب ماهيته فان ماهيته ماهية شانها ان يكون وجودها في الأعيان لا في موضوع واما التمثيل للجوهر العقلي بالمغناطيس حيث وقع في كلامهم فهو انما كان باعتبار ان ماهيته تتصف بجذب الحديد مع قطع النظر عن نحو وجودها فإذا وجد مقارنا لكف الانسان ولم يجذب الحديد أو وجد مقارنا لجسمية الحديد فجذبه لم يلزم ان يقال إنه مختلف الحقيقة في الكف وفي خارج الكف مع الحديد بل هو في كل منهما بصفه واحده وهوانه حجر من شانه جذب الحديد وهذا القدر يكفي في المناسبة بين المثال والممثل له فان قلت قد صرح الشيخ في الهيات الشفاء وغيرها بان فصول الجواهر لا يجب ان يكون جواهر بحسب ماهياتها وان صدق عليها مفهوم الجوهر صدق اللوازم العرضية حتى لا يلزم ان يكون لكل فصل فصل إلى غير النهاية فعلى ما ذكره من كونها لا تندرج تحت مقولة الجوهر يلزم أن تكون مندرجة تحت مقولة أخرى من المقولات العرضية فيكون حقيقة واحده جوهرا وعرضا في وجود واحد لاتحاد كل نوع مع فصله.
قلت لا يلزم من عدم اندراج فصول الأنواع الجوهرية تحت مقولة الجوهر لذاتها اندراجها تحت مقولة أخرى حتى يصدق عليها مفهوم العرض لكونه عرضا