أكثر إذ الوجود بذاته مبدء للأثر فقد يكون لماهية واحده ومفهوم واحد انحاء من الوجود والظهور وأطوار من الكون والحصول بعضها أقوى من بعض ويترتب على بعضها من الآثار والخواص ما لا يترتب على غيره فكما ان الجوهر معنى واحد وماهية واحده يوجد تارة مستقلا بنفسه مفارقا عن المادة متبرءا عن الكون والفساد والتغير فعالا ثابتا كالعقول المفارقة على مراتبها ويوجد تارة أخرى مفتقرا إلى مالاده مقترنا بها منفعلا عن غيره متحركا وساكنا وكائنا وفاسدا كالصور النوعية على تفاوت طبقاتها في الضعف والفقر فيوجد طورا آخر وجودا أضعف من ذينك الصنفين حيث لا يكون فاعلا ولا منفعلا ولا ثابتا ولا متحركا ولا ساكنا كالصور التي يتوهمها الانسان (1) من حيث كونها كذلك (2).
والثانية هي ان الله تعالى قد خلق النفس الانسانية بحيث يكون لها اقتدار على ايجاد صور الأشياء المجردة والمادية لأنها من سنخ الملكوت وعالم القدرة والسطوة والملكوتيون لهم اقتدار على ابداع الصور العقلية القائمة بذواتها وتكوين