المذهب إلى أذواق المتألهين من الحكماء وقد مر القدح فيه من قبلنا.
وما يفهم من أواخر كتاب التلويحات للشيخ الإلهي صاحب الأنوار هو ان وجود المجرد سواء ا كان واجبا أو ممكنا عقلا أو نفسا عين ذاته فالمجردات عنده وجودات محضه قائمه بذواتها بدليل لاح له أولا على كون ماهية (1) النفس الانسانية هي الوجود ثم حكم به على تجرد وجود ما فوقها واقتصر في بيان ذلك على قوله وإذا كان ذاتي على هذه البساطة فالعقول أولى ومراده ان العقول علل النفوس على ما سيجئ وهي أقرب في مرتبه المعلولية إلى الواجب لذاته والعلة لا بد وأن تكون اشرف من المعلول وأقوى تحصلا وقواما فما هو أقرب إلى الواجب فلا بد وأن يكون أفضل من الابعد منه وأكمل وإذا كانت النفوس وجودات مجرده غير مركبه الذات من جنس وفصل إذ كل ما ماهيته نفس الوجود فهو بسيط الحقيقة لا تركيب فيه فما فوقها من العقول وما هو فوق الجميع ووراء الكل أولى بذلك إذ كل كمال وشرف يمكن بالامكان العامي للموجود بما هو موجود ولا يوجب تجسما ولا تركيبا ولا نقصا بوجه من الوجوه فإذا تحقق في المعلول فقد وجب تحققه في العلة إذ المعلول رشح وفيض من العلة وحيث توجه عليه الاشكال في كون النفس وجودا قائما بذاته من وجهين أحدهما ان الوجود الواجبي انما كان واجبا لكونه غير مقارن لماهية إذ لو كان مقارنا للماهية لكان ممكنا وإذا كان كذا فكل وجود لا يقارن ماهية فهو