لكونها واقعه في مراتب النزول ذات وسائط بينها وبين بارئها وكثره الوسائط بين الشئ وينبوع الوجود يوجب وهن قوته وضعف وجوده فلهذا ما يترتب على النفس ويوجد عنها من الافعال والآثار الخاصة يكون في غاية ضعف الوجود (1) بل وجود ما يوجد عنها بذاتها من الصور العقلية والخيالية اظلال وأشباح للوجودات الخارجية الصادرة عن الباري تعالى وان كانت الماهية محفوظه في الوجودين فلا يترتب عليه الآثار المرتبة عليه بحسب وجودها في الخارج اللهم الا لبعض المتجردين عن جلباب البشرية من أصحاب المعارج فافهم لشدة اتصالهم بعالم القدس ومحل الكرامة وكمال قوتهم يقدرون على ايجاد أمور موجوده في الخارج مترتبة عليها الآثار وهذا الوجود للشئ الذي لا يترتب عليه الآثار وهو الصادر عن النفس بحسب هذا النحو من الظهور يسمى بالوجود الذهني والظلي وذلك الاخر المترتب عليه الآثار يسمى بالوجود الخارجي والعيني ويؤيد ذلك ما قاله الشيخ الجليل محى الدين العربي الأندلسي قده في كتاب فصوص الحكم بالوهم يخلق كل انسان في قوه خياله ما لا وجود له الا فيها (2) وهذا هو الامر
(٢٦٦)