والصفات السلبية مع كونها عائده إلى العدم أيضا راجعه إلى الوجود من وجه والوجود لا يقبل الانقسام والتجزي أصلا خارجا وعقلا لبساطته فلا جنس له ولا فصل له فلا حد له كما علمت وهو الذي يلزمه جميع الكمالات (1) وبه يقوم كل من الصفات فهو الحي العليم المريد القادر السميع البصير المتكلم بذاته لا بواسطة شئ آخر به يلحق الأشياء كمالاتها كلها بل هو الذي يظهر بتجليه وتحوله في صور مختلفه بصور تلك الكمالات فيصير تابعا للذوات (2) لأنها أيضا وجودات خاصه وكل تال من الوجودات الخاصة مستهلك في وجود قاهر سابق عليه والكل مستهلكه في أحدية الوجود الحق الإلهي مضمحلة في قهر الأول وجلاله وكبريائه كما سيأتي برهانه فهو الواجب الوجود الحق سبحانه وتعالى الثابت بذاته المثبت لغيره الموصوف بالأسماء الإلهية المنعوت بالنعوت الربانية المدعو بلسان الأنبياء والأولياء الهادي خلقه إلى ذاته (3) اخبر بلسانهم انه بهويته مع كل شئ لا بمداخله ومزاولة (4) وبحقيقته غير كل شئ لا بمزايلة وايجاده للأشياء اختفاؤه فيها مع اظهاره إياها (5) واعدامه لها في القيامة الكبرى ظهوره بوحدته وقهره إياها (6) بإزالة تعيناتها وسماتها وجعلها
(٢٦١)