مشترك واقع على الأنوار لا بالتساوي مع أن نور الشمس يقتضى ابصار الأعشى دون سائر الأنوار فيكون مخالفا لها في الحقيقة وكذلك الحرارة المشتركة بين الحرارات مع أن بعضها يوجب استعداد الحياة دون البواقي وذلك لاختلاف ملزومات النور والحرارة المتخالفة شده وضعفا المتبائنة نوعا عندهم وان اشترك في مفهوم واحد عرضي نعم الكلام في أصل قاعدتهم في أن الواقع على أشياء بالتشكيك انما يكون عرضيا وارد كما ذكره في كتبه ولما كان نسبه الوجود الانتزاعي إلى الوجودات الحقيقية كنسبه الانسانية المصدرية إلى الانسان والحيوانية المصدرية إلى الحيوان (1) حيث إن المأخوذ عنه والمنتزع منه نفس ذات الموضوع بلا حيثية أخرى غيرها كان الوجود حقيقة واحده لامتناع اخذ مفهوم واحد من نفس حقائق متباينة وانتزاع معنى واحد من صرف ذواتها المتخالفة بلا جهة جامعه يكون جهة الاتحاد وقد مر ذكر هذا الأصل في نفى تعدد الواجب لذاته على أن حقيقة الوجود ليست ماهية كليه وان كانت متفقه السنخ والأصل في جميع المراتب المتعينة لا بتعين زائد على نفسها وجوهرها بل الامتياز بينها بنفس ما يقع به الاشتراك فيها لا غير.
ثم إن الدائر على السنة طائفه من المتصوفة ان حقيقة الواجب هو الوجود المطلق تمسكا بأنه لا يجوز ان يكون عدما أو معدوما وهو ظاهر ولا ماهية موجوده بالوجود أو مع الوجود تعليلا أو تقييدا لما في ذلك من الاحتياج والتركيب فتعين ان يكون وجودا وليس هو الوجود الخاص لأنه ان اخذ مع المطلق فمركب أو مجردا لمعروض فمحتاج ضرورة احتياج المقيد إلى المطلق وضرورة انه يلزم من ارتفاعه