لموضوعاتها حتى يلزم للماهية سوى وجودها وجود آخر بل بمعنى كون الوجود الامكاني لقصوره وفقره مشتملا على معنى آخر غير حقيقة الوجود منتزعا منه محمولا عليه منبعثا عن امكانه ونقصه كالمشبكات التي تتراءى من مراتب نقصانات الضوء والظلال الحاصلة من تصورات النور والمشهور في كتب القوم من الدلائل على زيادة الوجود على الماهيات وجوه لا يفيد شئ منها الا التغائر بين الوجود والماهية بحسب المفهوم والمعنى دون الذات والحقيقة.
فمنها افاده الحمل فان حمل الوجود على الماهية مفيد وحمل الماهية وذاتياتها عليها غير مفيد.
ومنها الحاجة إلى الاستدلال فان التصديق بثبوت الوجود للماهية قد يفتقر إلى كسب ونظر كوجود العقل مثلا بخلاف ثبوت الماهية وذاتياتها لها لأنهما بينتا الثبوت لها ومنها صحه السلب إذ يصح سلب الوجود عن الماهية مثل العنقاء ليس بموجود وليس يصح سلب الماهية وذاتياتها عن نفسها.
ومنها اتحاد المفهوم فان الوجود معنى واحد والانسان والفرس والشجر مختلفه.
ومنها الانفكاك في التعقل فانا قد نتصور الماهية ولا نتصور كونها لا الخارجي ولا الذهني.
لا يقال التصور ليس الا الكون الذهني لأنا لا نسلم ان التصور هو الكون في الذهن (1) وان اسلم فبالدليل وان سلم فتصور الشئ لا يستلزم تصور تصوره وعبارة الأكثرين انا قد نتصور الماهية ونشك في وجودها العيني والذهني فيرد عليها الاعتراض بأنه لا يفيد المطلوب لان حاصله انا ندرك الماهية تصورا ولا ندرك الوجود تصديقا وهذا لا ينافي الاتحاد ولا يستلزم المغائرة بين الماهية والوجود لعدم اتحاد الحد الأوسط في القياس.