واجب فلو كانت النفوس ماهياتها القائمة بأنفسها هي عين الوجود لكانت واجبه وهو محال.
وثانيهما ان الوجود من حيث هو وجود لو اقتضى الوجوب لكان كل وجود واجبا بالذات (1).
وأجاب عن الأول بان النفس وان شاركت الواجب لذاته في كونه وجودا محضا لكن التفاوت حاصل بينهما من جهة الكمال والنقص وهو تفاوت عظيم جدا فان الوجود الواجبي لا يتصور ما هو أعلى منه في التمام والكمال لأنه غير متناهي الشدة في قوه الوجود ووجود النفس ناقص إذ هو معلول له بعد وسائط كثيره ومرتبه العلة في الكمال فوق مرتبه المعلول كما أن نور الشمس أشد من النور الشعاعي الذي هو معلوله وهذا تمثيل لمطلق كون المعلول انقص من العلة والا فالتفاوت بين كمال الباري وكمال النفس لا يقاس إلى هذا وقد حقق روح الله رمسه في سالف القول إن تفاوت الكمال والنقص لا يفتقر إلى مميز فصلى ليلزم من ذلك تركب الواجب لذاته وامكان النفوس هو نقص وجودها وكذا امكان غيرها من المعلولات و مراتب النقص متفاوتة تفاوتا لا تكاد تنحصر واما الوجود الواجبي فوجوبه هو كمال وجوده الذي لا أتم منه بل ولا يجوز ان يساويه وجود آخر لاستحالة وجود واجبين.
فان قيل الأشياء القائمة بأنفسها لا يجوز ان يكون بعضها أشد من بعض إذ لا أشد ولا أضعف فيما يقوم بنفسه.
قلنا إن دعواكم تحكم محض ليس لكم عليه حجه الا عدم اطلاق أهل اللسان (2) وهو مما لا عبره به في تحقيق الحقائق.
وأجاب عن الثاني بطريقين المنع والمعارضة