يعني التصريح بالعدم.
ومن الواضح: أن مصلحة الحكام تقضي بالتعتيم على تلك الجرائم الهائلة، وعدم الجهر بها..
5 - من أين عرف هذا البعض مساحة بيت علي عليه السلام، وإذا كانت مساحة البيت هي عشرة أمتار فقط، فكيف اتسع لبني هاشم، بالإضافة إلى أهل البيت؟!!
6 - إنهم إنما هاجموها لأنها صدتهم عن الوصول إلى علي (ع) في اللحظات الأولى، ولم يدم الهجوم عليها مدة طويلة. وقد فرغوا منها وتركوها عند الباب، ودخلوا البيت.
وبتعبير أوضح: إن القوم بمجرد أن أحسوا بوجود علي والزهراء عليهما السلام في داخل البيت.. بادروا إلى الهجوم، وحاولوا دخول البيت فتصدت لهم الزهراء، وخلال لحظات - ربما ثوان يسيرة - حصرت (ع) بين الباب والحائط وأسقط الجنين، وحصل ما حصل، فسمع (ع) الصوت فبادر إليهم، وقد وصلوا إلى داخل البيت، فواجههم، وأخذ أحدهم فجلد به الأرض، وانشغل عليه السلام بالزهراء.. فوجدوا الفرصة للفرار إلى الخارج، وصاروا يجمعون الحطب ويستعدون لجولات جديدة، فأحرقوا الباب، واستخرجوا عليا (ع) للبيعة عنوة، ولحقته الزهراء، فنالها منهم مرة أخرى ما نالها من ضرب واعتداء. ثم كانت بعد ثمانية أيام قصة فدك، وضربت الزهراء أيضا فيها مرة أخرى وجرى ما جرى مما لا مجال للإفاضة في تفاصيله..
7 - عن الارتباك والتعارض المدعى بين الروايات نقول: إن أحاديث التهديد بالإحراق لم تنف وقوع الإحراق. بل إن كلا من النقلة ينقل من الحدث بالمقدار الذي ينسجم مع أهوائه، ومراداته. والخلاصة أنه لا مانع من أن تذكر هذه الرواية أمرا، وتذكر تلك أمرا آخر، ولا تكونان متعارضتين.
8 - ومن جهة أخرى من الذي قال: إن بني هاشم كانوا موجودين مع علي (ع) في البيت في هذا الهجوم الأول فلعلهم التحقوا بمن في البيت بعد حصول الهجوم الأول..