وتكفي ممارساتهم حين الهجوم على بيت الزهراء وبعده للدلالة على حقيقة موقفهم منها، ومن أمير المؤمنين علي عليه السلام.. حيث جمعوا الحطب، وهددوا، وأحرقوا، وضربوا، وأسقطوا الجنين، وضربوا بالسوط ولطموا الخد، واقتحموا البيت، وكسروا الضلع، بل لقد منعوها حتى من البكاء إلى جانب قبر أبيها رسول الله، حتى اضطرت لاتخاذ بيت الأحزان في البقيع..
على أن من الضروري الالتفات إلى أن أحدا لا يستطيع الجهر بالانحراف عن أهل البيت عليهم السلام، حتى وهو يمارس ضدهم أبشع أنواع الجرائم، لأنه يكون بذلك قد وقف موقفا مناقضا للقرآن بصورة صريحة ويعرضه للرمي بالكفر والخروج من الدين، ولأن ذلك يعرف الناس بحقيقة ومدى مظلومية أهل البيت عليهم السلام..
5 - لو كان المهاجمون يحبون الزهراء، ويقدرونها، فلماذا يهددونها ويظلمونها ولماذا احتاج علي إلى ان يدور بها على بيوت المهاجرين والأنصار لطلب نصرتهم.. بل كان يكفيها أن تواجه المهاجمين أنفسهم، وتستخدم نفوذها عندهم، ولترجع الحق إلى أهله من أيسر طريق.
6 - ولا أدري كيف تستنصر الزهراء بالناس لمجابهة الذين يحبونها ويحترمونها، وتكون سببا في زرع بذور الشقاق بين محبيها، وضرب بعضهم ببعض؟!!
7 - ولا أدري لماذا أوصت الزهراء بأن لا يحضر أحد ممن ظلمها جنازتها؟!!. فإنهم إذا كانوا يحبونها ويحترمونها، فلماذا تحرمهم من هذا الأجر وتحجزهم عن نيل هذا الشرف؟!..
8 - وبعد، فإن هذا البعض لا يستطيع أن يدعي أن الله قد أطلعه على غيبه؛ فأشرف على قلوب الناس في عهد رسول الله؛ وقاس مقدار محبتهم للرسول (ص) وللحسنين ولعلي، ولفاطمة صلوات الله وسلامه عليهم، فعرف مقدار التفاوت بين حبهم لهذا وحبهم لذاك. فكيف استطاع هذا البعض أن يعرف أن حبهم للزهراء أكثر من حبهم للحسن والحسين ودون ذلك حبهم لعلي عليه السلام؟!!.
9 - ثم إن هناك احتراما يظهر في الرخاء، وفي الظروف العادية، ولا أثر له في النصرة عند البلاء، وقد كان احترام كثير من الناس لها عليها السلام من هذا القبيل.
10 - وقد روي عن الإمام الصادق (ع) قوله في جملة حديث له: