ثم إنه (صلى الله عليه وآله) قد أمرهم بالالتحاق بجيش أسامة فلم يطيعوه رغم إصراره (صلى الله عليه وآله) الشديد حتى لقد لعن من تخلف عن جيش اسامة (1) وحتى هذا لم ينفع!!
2 - لقد قتل أناس يدعون الإسلام سبط الرسول، وسيد شباب أهل الجنة، ورميت الكعبة بالمنجنيق، وبالعذرة، وبغيرها.. واستبيحت مدينة الرسول وسبيت العيال والأطفال لسبط الرسول، ورمى خليفة المسلمين - وهو الوليد الأموي - القرآن بالنشاب. و و و الخ..
ولم نجد الرأي العام يتحرك، أو يستفيق من سباته. وإن كان قد أفاق أحيانا؛ فبعد فوات الأوان.. رغم أن الإسلام كان قد ضرب بجرانه، وقوي سلطانه، وشب الناس وشابوا عليه..
3 - لقد كان أهل المدينة أكثر من فريق، وهم كما يلي:
الأول: ذلك الفريق الذي لا يتورع عن مواجهة الرسول بالقول حتى بمثل: إنه ليهجر، ولا يبالي بشيء، بل هو على استعداد لضرب الزهراء، وهتك حرمة بيتها، وإسقاط جنينها، وكسر ضلعها، وإحراق بيتها على من فيه، وحتى قتلها إن أمكنه ذلك، من أجل الحصول على ما يريد..
الثاني: الناس الضعفاء والبسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة، وقد كانوا أو أكثرهم يكنون شيئا من الحب لأهل البيت، ولكن ليس بيدهم حيلة، ولا يجرؤون على فعل أي شي للدفع..
الثالث: ذلك الفريق الذي كان يكن لأهل البيت بعض الحب والتقدير، وليس ضعيفا إلى درجة تقعده عن النصر، ولكنه لا يجد في نفسه الدافع للتضحية، أو للمبادرة لبذل أي شيء في سبيل إحقاق الحق.. لأنه يرى مصلحته هي في الابتعاد عن هذه الأجواء..
الرابع: ذلك الفريق المخلص والمستعد للتضحية بكل شيء من أمثال أبي ذر، والمقداد، وعمار وسلمان. وهؤلاء هم أقل القليل..
وهناك فريق خامس، يلتقي مع الفريق الأول في الأهداف والطموحات.. قد