المترجم قد ينقل معنى الكلمة في اللغة، ولكن من الصعب أن ينقل أجواء اللغة، فلكل لغة أجواؤها، ولكل لغة إيحاءاتها وطريقتها في التعبير، ولذلك من الصعب جدا أن نجد ترجمة دقيقة لأي أثر فكري، سواء كان دينيا أو غير ديني.
معنى الحديث وفيما أفهمه من هذا الحديث، فإن الله، يقول للإنسان، أطعني، فإنك إذا أطعتني، قربت إلي، وإذا قربت إلي كنت مهيئا، لأن أعطيك ما تريد، فأنا على كل شيء قدير... ومن الممكن أن أجعلك تقول للشيء: كن فيكون، كما جعلت ذلك لعيسى (ع)، عندما أبرأ الأكمه، وشفى الأبرص، وأحيى الميت، ولكن ليس معنى ذلك أن الطاعة تستلزم هذه القدرة وليس كل من أطاع الله حصل على هذه القدرة، ولكنها قد تكون كناية على أن الإنسان، إذا أطاع الله كما يجب أن يطيعه في قدرته، كان وليا لله، ومن كان وليا لله فإن الله يمكن أن يعطيه القدرة التي يستطيع من خلالها أن يقول للشيء: كن فيكون... وليس من الضروري أن يكون تعبير (مثلي) دقيقا، لأن الإنسان - وحتى الأنبياء - عندما يمارسون القدرة، فإنما يمارسونها بإذن الله (وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله) فالله تعالى ليس كمثله شيء، لذلك كلمة (مثلي) ليست دقيقة، وأظن أنها تحمل خللا في الترجمة " (1).
ويقول عند سؤاله أيضا:
س: ما هو رأيكم في الحديث القدسي المشهور (عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون)؟
" ج: فيما أفهمه من هذا الحديث فإن الله يقول للإنسان أطعني فإنك إذا أطعتني قربت إلي وإذا قربت إلي كنت مهيئا لأن أعطيك ما تريد، فأنا على كل شيء قدير، ومن الممكن أن أجعلك تقول للشيء كن فيكون، كما جعلت ذلك لعيسى (ع) عندما كان يبرئ الأكمه والأعمى بإذن الله ويحيي الموتى بإذن الله...، فمن الممكن جدا أن الطاعة تستلزم ذلك أي الحصول على هذه القدرة، ولكنها قد تكون كناية عن أن الإنسان يجب أن يطيع الله كما أطاعه بقدرته (كن وليا لله) ومن كان وليا فان الله يمكن أن يعطيه القدرة التي يستطيع بواسطتها أن يقول للشيء كن فيكون، لكن ليس من الضروري أن يكون تعبير (مثلي) دقيقا لأنه عندما يمارسون ذلك فإنهم يمارسونه بإذن الله (أبرئ الأكمه وأحيي الموتى بإذن الله)، (ليس كمثله شيء) لذلك فكلمة مثلي ليست دقيقة " (1).