ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا، فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك، وشفع كل رجل من شيعتي، ومن تولاني ونصرني، وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه. وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا اله إلا الله، ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت) (1).
مما يدل على أن الشفاعة هي السبب في المغفرة.
ومما يدل أيضا على أن الشفاعة تكون أيضا لمن لا يستحقها، ممن لا حسنة له:
ما روي عن أبي جعفر عليه السلام حيث قال: (.. وأن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وأن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة، فيقول: يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك، فيدخله الجنة وما له من حسنة، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا فعند ذلك يقول أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) (2).
ومما يدل أيضا على أن الشفاعة هي السبب في المغفرة.
وعلى أنه يصح طلب الشفاعة من غير الله سبحانه.
وعلى أنهم يشفعون لمن يشاؤون ويحبون.
وعلى أنهم يقسمون على الله سبحانه وتعالى بحق النبي (ص) وعلي (ع)، النصوص التالية:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به، قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأسعفك في الحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافأة؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل سبيله؛ قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله) (3).
وعن سماعة بن مهران قال: قال أبو الحسن عليه السلام: إذا كانت لك