لا صبر على جور وكم آمر بالصبر لم ير لوعتي * وما صنعت نار الأسى بين أحشائي ومن أين لي صبر وفي كل ساعة * أرى حسناتي في موازين أعدائي وله:
وإنك والغادي إليك بحاجة * لسيان كل منكما يبتغي فضلا ولكنه المغبون فيما يبيعه * يبيعك ما يبقى عليك بما يبلى مراثيه فن الرثاء في مقدمة فنون الشعر التي يجود فيها نظم الصوري ويرتفع إلى الذروة من الاحسان وما ذلك إلا لغلبة عاطفة الحزن والألم على نفس هذا الشاعر مدة حياته وله في أئمة أهل البيت مديحا ورثاء قصائد غراء هي من أحسن ما يقال في هذا الباب على وجه الدهر.
من شعره:
من ذا يحدثني عني وينصحني * فان رضيت بما لم يرضه لاما فلست أعرف ما آتي فاتركه * ما هام من كان يدري انه هاما وله:
ما أنت من مضر الحمراء واليمن * ولا قوامك في الخطية اللدن مللت فاستوص خيرا أنها كبد * وربما عطبت إن أنت لم تلن وله من قصيدة في مدح العزيز الفاطمي خليفة مصر:
جفن على شوك القتادة مطبق * وجوى إلى حيث الكنانة يسبق ويكون كالظن البعيد لعائدي * كمدي فما ينفك أو يتحقق أ يطيق كتمان الصبابة من له * في كل جارحة لسان ينطق وكأنما دم قلبه من عينه * نار يطير لها شرار محرق وكان وجنته حنية عاكف * والدمع قنديل عليه معلق الحق سرائرك التي أركبتها * خيل الدموع فإنها لا تلحق وله:
وشادن غص فيه ريقي * قهقهه لما رأى شهيقي أراد في ضحكه يريني * منابت الدر في العقيق وأنفذ إليه مبارك الدولة أن يجيز أبياتا عملها على نهر ليطا بظاهر صور (1) أولها:
لا يوم في الدنيا * كيومينا بشاطي ليطا فقال:
والطل ينشر كل وقت * لؤلؤا فيها سقيطا وجواهر الأنوار تطلع * من زبرجدها خليطا فإذا رأيت الدر * أبصرت العقيق به منوطا والطير تستبق النشيد * بها وتعتقب البسيطا والبحر مجتسم يرى * من جودها البحر المحيطا حال ترد إلى التصابي * كل كسلان نشيطا وله وقد طرح عليه هذان البيتان ليجيزهما:
إذا ما ظمئت إلى ريقه * جعلت المدامة منه بديلا وأين المدامة من ريقه * ولكن أعلل قلبا عليلا فأجازهما بديها:
هي الشمس مسكنها في السماء * فعز الفؤاد عزاء جميلا فلن تستطيع إليها الصعود * ولن تستطيع إليك النزولا وأنشده بعض الأحداث:
حواجبه قوس وأجفانه نبل * وقامته الخطي والناظر النصل تجيش في جيش من الحسن وارتدى * رداء جمال طرازه الحدق النجل فأجازهما عبد المحسن فقال:
ولما خلت عيناني منه ليعده * تمنيت أن القلب مثلهما يخلو فراودته في ذاك جهدي فزاد بي * غراما كأني كنت أنهاه أن يسلو ومن شعره قوله:
آل النبي هم النبي وإنما * بالوحي فرق بينهم فتفرقوا أبت الإمامة أن تليق بغيرهم * إن الرسالة بالأمانة أليق وقوله من قصيدة:
فأيكم صار في فرشه * إذا القوم مهجته طالبونا ومن شارك الطهو في طائر * وأنتم بهذا له شاهدونا وقوله من قصيدة:
نفر من أمية نفر الاسلام * من بينهم نفور اباق انفقوا في النفاق ما غصبوه * فاستقام النفاق بالانفاق وهي دار الغرور قصر باللوم * فيها تطاول العشاق وأراها لا تستقيم لذي الزهد * إذا المال مال بالأعناق فلهذا أبناء أحمد أيناء * علي طرائد الآفاق فقراء الحجاز بعد الغنى الأكبر * أسرى الشام قتلى العراق عرفت فضلكم ملائكة الله * فدانت وقومكم في شقاق يستحقون حقكم زعموا ذلك * سحقا لهم من استحقاق واستثاروا السيوف فيكم فقمنا * نستثير الأقلام في الأوراق وله يمدح أهل البيت صلوات الله عليهم:
أنكرت معرفتي لما حكم * حاكم الحي عليها لي بدم فبدت من ناظريها نظرة * أدخلتها في دمي تحت التهم وصبت بعد اجتناب صبوة * بدلت من قولها لا بنعم وفقدت الوجد فيها والأسى * فتألمت لفقدات الألم ما لعيني وفؤادي كلما * كتمت باح وإن باحت كتم طال بي خلفهم فاتفقت * لي هموم في الرزايا وهمم ورزايا المصطفى في أهله * فاتحات للرزايا وختم يا بني الزهراء ما ذا اكتسبت * فيكم الأيام من عتب وذم أي عهد يرتجى الحفظ له * بعد عهد الله فيكم والذمم لا تسليت وأنوار لكم * غشيتها من بني حرب ظلم ركبوا بحر ضلال سلموا * فيه والاسلام فيهم ما سلم