أبا أحمد مهلا إذا الفرع لم يطب * فلا طبن يوم الافتخار العناصر أ تسمو بما شادت أوائل وائل * وقد غمرت تلك الأوالي الأواخر وتطلب العز الذي هو غائب * وتترك العز الذي هو حاضر قال أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن خالويه في شرح ديوان أبي فراس قال لي أبو فراس لما وصلت هذه القصيدة إلى أبي أحمد عبد الله ابن محمد بن ورقاء الشيباني ظن أني عرضت به في البيتين الذين ختمت بهما القصيدة وهما:
يسر صديقي أن أكثر واصفي * عدوي وإن ساءته تلك المفاخر نطقت بفضلي وامتدحت عشيرتي * وما أنا مداح وما أنا شاعر فكتب إلي قصيدة تصرف فيها في التشبيب أولها:
أشاقك بالخال الديار الدواثر * روائح مجت آلها وبواكر وزاد فيها في اليتيمة هذه الأبيات التي اختصرها منها فقال وله من قصيدة أجاب بها عن قصيدة أبي فراس التي أولها لعل خيال العامرية زائر عمرن بعمار من الأنس برهة * فهاهن صفر ليس فيهن صافر أ خلت بمغناها دمى وخرائد * وحلت بأقصاها مها وجاذر أ هن عيون باللحاظ دوائر * على عاشقيها أم سيوف بواتر ضعائف يقهرن الأشداء قدرة * عليهم وسلطان الصبابة قاهر ألا يا بن عم يستزيد ابن عمه * رويدك إني لانبساطك شاكر تصفحت ما أنفذته فوجدته * كما استودعت نظم العقود الجواهر وذكرني روضا بكته سماؤه * وضاحكه مستأسد وهو زاهر عرائس يجلوها عليك خدورها * ولكنما تلك الخدور دفاتر فعدلا فان العدل في الحكم سيرة * بها سار في الناس الملوك الأساور فكتب أبو فراس إلى أبي محمد جعفر بن ورقاء أبياتا وجعله حكما بينه وبين عمه أبي احمد عبد الله بن محمد بن ورقاء من جملتها:
قل لابن ورقا جعفر * حتى يقول بما علم هل أنت يوما منصفي * من ظلم عمك يا ابن عم أبلغه عني ما أقول * فأنت من لا يتهم إني رضيت وإن كرهت * أبا محمد الحكم وقد تقدمت هذه الأبيات بتمامها في ترجمة جعفر بن ورقاء. فاجابه أبو محمد جعفر بن ورقاء بأبيات تقدمت هناك أيضا ولكنها كانت مغلوطة وناقصة لأن النسخة التي نقلنا عنها كانت كذلك فأعدناها هذا بتمامها على الوجه الصحيح قال:
أنتم كما قد قلت بل * أعلى وأشرف يا ابن عم ولكم سوابق كل فخر * واللواحق من أمم لم يعل منكم شامخ * فوق الشواهق والقمم إلا ولاحقه ينيف * على ذراه كالعلم ودعوت شيخك وابن * عمك جعفرا فيما ألم من عدل قولك حين قلت * وجور ما قد قال عم فقضى عليه وقد قضى * بالحق لما أن حكم إن الذي أبدى الفخار * لسادة ملكوا الأمم في عصرهم وزمانهم * ولهم قديم في القدم ليسوا كمن لا يبلغ ال * علياء إلا بالرمم هذا قضائي إن نحا * للحق عم والتزم أحسنت والله العظيم * نظام بيتك حين تم فيما ذكرت من السيوف * وما ذكرت من النعم حتى كان بنظمه * للحسن درا ينتظم وشكوت أشواقا إلي * تحسن قلبك بالألم أفديه قلبا عاليا * فوق الفضائل والهمم قد فاض فيضا بالسماح * وقد تحرك بالكرم فسيول جدواه تحر * ك بالشهامة عن ضرم وقد انبرى لي منعما * يا طيب ذلك في النعم وأزل لي من بره * أزكى وأطيب ما قسم فلأشكرن صنيعه * حتى أغيب في الرجم وكتب أبو فراس إلى أبي أحمد عبد الله بن محمد بن ورقاء إلى العراق مجيبا له بهذه القصيدة ويظهر من بعض أبياتها أن عبد الله عتب على أبي فراس في ابتدائه الافتخار بقومه ورده عليه في افتخاره بأيام بكر وتغلب في الجاهلية لقوله فيها:
أ أجعل في الأوائل من نزار البيت وقوله أ من كعب نشأ بحر العطايا.
قلوب فيك دامية الجراح * وأكباد مكلمة النواحي وحزن لا نفاد له ودمع * يلاحي في الصباية كل لاحي أ تدري ما أروح به وأغدو * فتاة الحي حي يني رياح ألا يا هذه هل من مقيل * لفتيان الصبابة أو مراح فلو لا أنت ما قلقت ركابي * ولا هبت إلى نجد رياحي ومن جراك أوطنت الفيافي * وفيك غذيت ألبان اللقاح رمتك من الشام بنا وجايا * قصار الخطو دامية الصفاح تجول نسوعها وتبيت تسري * إلى غراء جائلة الوشاح إذا لم تشف بالغدوات نفسي * وصلت لها غدوي بالرواح يقول صحابتي والليل داج * وقد هبت لنا ريح الصباح لقد أخذ السرى والليل منا * فهل لك أن تريح بجو راح فقلت لهم على كره أريحوا * وفي الذملان روحي وارتياحي إرادة أن يقال أبو فراس * على الأصحاب مأمون الجماح فكم أمر أغالب فيه نفسي * ركبت فكان أدنى للجناح أصاحب كل خل بالتجافي * وآسو كل داء بالسماح وأنا غير اثام لنحوي * منيع الدار والمال المراح وأنا غير بخال لنحمي * جمام الماء والمرعى المباح لاملاك البلاد علي ضرب * يحل عزيمة الدرع الوقاح ويوم للكماة به عناق * ولكن التصافح بالصفاح وما للمال يزوى عن ذويه * ويصبح في الرعاديد الشحاح لنا منه وإن لويت قليلا * ديون في كفالات الرماح لسيف الدولة القدح المعلى * إذا استبق الملوك إلى القداح لأوسعهم مذانب ماء واد * وأغزرهم مدافع سيب راح