وبدر الثغر والشهد لماك * وبجيد مثل جيد الجؤذر انني ما ملت يوما لسواك * أو تراني عبرة المعتبر كلما حاولت هجرا صدني * قلق فيك ووجد متلف وفؤاد من قديم الزمن * بسوى حبك لا يتصف وتباريح أسى في بدني * مدة الأيام لا تنصرف وشحوب قد علاني من نواك * صرت منه في أشد الخطر ليت شعري من إلى الهجر دعاك * فلقد جئت بأمر منكر قال لي وهو على النطق ضنين * وبه عني أبا أي أبا لا ومن خص علي بن الأمين * بمزايا أعجزت من طلبا وبنور من سناه يستبين * لبني الأيام انى ذهبا وبمجد فيه قد طال السماك * وسما فخرا على المفتخر لست أهوى ساعة أني أراك * فاطل من عذلي أولا فاقصر قلت حسبي بأبي عبد الحسين * عن بني الدهر مدى الدهر غنى ذاك مولى حبه في النشأتين * جنة للخلق ان خطب عنا لو جنى الجاني ذنوب الثقلين * وتولاه لما نال العنا فهو للدين وللدنيا المساك * ومعاديه غدا في سقر فتمسك فيه ان خطب عراك * فهو امن لك يوم المحشر بحر علم ما له من ساحل * قف عليه فيه سفن للنجاة عصمة الخلق أمان النازل * مقتداه غوثه عين الحياة شمس رشد بزغت في عامل * فسرى النور إلى كل الجهات وإذا ما جئته يوما حباك * نعما تثريك عند العسر وإذا ما صيب الغيث عداك * قام في الأرض مقام المطر علم لا ترتقي الطير ذراه * طاهر الجيب أشم المعطس وإذا ما جئته يوما تراه * هو من يعنى بروح القدس قل لمن يسال يوما عن علاه * هذه آثاره فاقتبس ان تقل غالى بما قال فذاك * مرجع الكل ملاذ البشر أو تلمني قلت فض الله فاك * ما لعياه أرى من منكر أين عنه في الهدى شمس الضحى * في دجى ليل الخطوب الأليل ما ترى الكون به قد أصبحا * باسما عن ثغره في جذل وذوو الحاجات تمشي مرحا * زامرا مذ قدم الحبر علي فهو إما فادح الخطب دهاك * وتمسكت به لم تعثر دام للدين وللدنيا المساك * ما شدا الطائر فوق الشجر وقال يمدح السيد محمد والسيد علي:
سرى طيف من أهوى سحيرا وودعا * فاقلع صبري والاسى حين أقلعا أقام قليلا خيفة من رقيبه * وسار وقلبي اثر مسراه أزمعا له الله من طيف سرى فاستفزني * وحرم طرفي في الكرى أن يمتعا فقلت له والركب سكرى من الكرى * أعد مضجعي علي أراك فاسرعا وقلت لعيني عاودي النوم عله * يعود فاشفي فيه قلبا تصدعا فمالت إلى العصيان عيني وأرسلت * دموعا تعيد الربع في الجدب ممرعا فيا طيف ما أعصاك للعين في الكرى * ويا طرف ما أسخاك في الحب أدمعا عذرتك من طيف أصابك بعض ما * أصات الحشي إذ صار للوجد مجمعا فيا عاذلي كن عاذري يوم بينهم * إذا مت وجدا أو فؤادي تقطعا ويا هاجري من غير ذنب جنيته * دع الهجر ما أبقيت في القوس منزعا إذا جنني ليلي بكيت صبابة * وأقسم طرفي أن ينام ويهجعا يمينا بمن أبلى فؤادي بحبهم * ومن طاف بالبيت العتيق ومن سعى لئن صار في الأموات شخصي ورافعوا * علي صفيح القبر مع من ترفعا لما عدت يوم الحشر الا بحبهم * فهم أصبحوا مرأى لقلبي ومسمعا بهم يهتدي الساري إذا ضل قصده * وفي هديهم ليل الضلال تقشعا هم القوم لا قلبي يميل لغيرهم * ولا أبتغي عنهم مدى الدهر مرجعا هم القوم إما في الخطوب فجنة * وفي الحشر تلقاهم لدى الخوف شفعا لهم تخضع الأسد المغاوير هيبة * ولله تلقاهم مدى الدهر خشعا هم القوم لا الدنيا تقود زمامهم * وهل منهم الا وعنها ترفعا أعزاء لا بمال عزوا كغيرهم * ولا اتخذوا في باحة الذل مرتعا ولا صانعوا في الدين يوما ولا رأوا * سوى طاعة الباري مالا ومرجعا ولا خضعوا يوما لتحكيم ظالم * وتلقاهم للحق في الحق خضعا بني هاشم سفن النجاة ومفزع العباد * إذا ما الدهر بالخطب أفزعا وما منهم الا الذي ان رأيته * تخيلته بدرا بليل تطلعا كمثل زعيم المكرمات محمد * به الناس تستسقي إذا الغيث اقلعا يشق الدجى لألآء طلعته التي * بها قد غدا نجد الهداية مهيعا وهل كعلي صنوه من بمجده * غدا للبرايا مستجارا ومفزعا سعت نحوه العلياء إذ نحوها سعى * وفي حبه هامت وفيها تولعا له انقادت العلياء طوعا فأصبحت * ماثر علياه من المسك أضوعا به عز دين الله شرقا ومغربا * وشيد من أركانه ما تضعضعا فقل لحسود رام كتمان فضله * بفيك الحصى أو كن على الظلع مربعا أ يحجب ضوء الشمس والشمس في الضحي * ويكتم عرف المسك إما تضوء فتى لم تزينه الدنا مثل غيره * ولكن بثوب المكرمات تلفعا ولو رامها جاءته وهي مطيعة * ولكنه عنها عفا عفافا تورعا فلا زال في برد من المجد رافلا * مدى الدهر ما بدر بليل تطلعا الشيخ علي ابن الشيخ موسى بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.
توفي سنة 1233 قبل وفاة أبيه بثمان سنين ولم يعقب وكانت وفاته بالنجف ودفن في مقبرتهم.
قال ابن أخيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر في طبقات الشيعة: كان عالما فاضلا ذكيا فطنا فقيها أصوليا قرأ على أبيه وجده وعلماء عصره وكان له مجلس درس في حياة أبيه ولما مضى أبوه إلى طهران قام مقامه في التدريس وغيره ولما رجع أبوه ووصل سامراء أخبر بموته وقيل له مات الشيخ علي فقال أخي أو ولدي فقيل له ولدك فقال الحمد لله الذي جعل ولدي فداء لاخي، ورثته الشعراء منهم السيد حسن الأصم البغدادي بقصيدة أولها:
ما بال دمعي لا يطفي به غللي * وما لنوحي لا يشفى به عللي ما للنوائب تأتينا على عجل * كالسيف يأنف أن يأتي على مهل يا راكبا قاطعا للبيد ساحتها * يطوي المهامة من سهل إلى جبل عرج إذا جزت أعلام الغري على * قبر الوصي ملاذ الخائف الوجل