أكلنا تين وعدك وهو فج * فأذانا وطول الوعد يؤذي وحين وعدتنا فيه مساء * تحققنا بأنك كنت تهذي لقد أقذيت أعيننا انتظارا * وطول الانتظار وقيت يقذي وحقك قبل وعدك ما علمنا * بان الوعد يؤكل أو يغذي فلما جدت فيه لنا مساء * ظفرنا منك بالزاد الألذ وكتب بخط يده: اتفق في بعض الأيام أن زارني الشيخ أمين شرارة وكلفني أن أذهب بمعيته لقرية قبريخا لبيع مكنات خياطة إذ كان يتعاطى ذلك وباثناء الطريق نفرت به الفرس وألقته على الأرض فكسرت إحدى رجليه فأرجعته واستحضرت له مجبرا وعللته حتى عوفي وكان قد وعد المجبر بقنباز فلم يف معه وبعد أن عوفي كتب لبعض أخصائه يدعوه ليخطب وأخبره أنه هيا له كريمة من أكفائه وكلفه باحضار خروفين وقفة أرز لزوم عرسه فاحضرهم وحضر هو وبعض الذوات للغاية ذاتها ولم يكن علم بما فعل فعاتبته فاعتذر وألزمني لقضاء شغله فقصدت شيخا في قرية دبعال علما مني أنه لا يخيب قصدي ولما عاد لبنت جبيل أتحفني بهذه القصيدة:
يا معيني وناصري ومجيري * وثمالي في كل أمر عسير وحساما أعددته لخطوب * مفعمات كمثل يوم الهرير ذاكر أنت أم نسيت زمانا * ذو اغتيال يشيب رأس الصغير يوم رحنا كان عيسى (1) خبيرا * بالقضايا أم عالما بالأمور أم بأطلالكم أقام فرحنا * ولنا كان صاحبا في المسير أم ترى أنت يا علي بمكر * وغرور كمنته في الثغور ثم علمته مكايد غدر * لم يكن قبلها يرى بخير أنت أرشدته إلى كسر رجلي * ولتلك الآلام والتجبير ليت شعري وما أسأت إليكم * خبروني فان هذا سروري أ على مالكم سطوت فقولوا * أم قتلنا لكم رعاة الحمير أنت يا ظالمي على غير جرم * وموازي عيسى بشئ خطير كيف كلفته هلاكي وحسبي * منك نومي خديعة في السرير بل وما جئته من الأرز واللحم * دليل ما شك فيه ضميري انك الفاعل المسئ إلينا * لم يكن منك مثل ذا بكثير فأرسلت إليه الجواب:
من معيني وناصري ومجيري * من دعاة الخنى وأهل الفجور وكلام قد زورته أناس * فاغتدى سامعا عديم الشعور كامين فلا نسيت أمينا * يوم وفي بقاصمات الظهور وأتى نازلا علينا وعيسى * خلفه ساعيا كليث هصور وهو مذ حل حينا حل فيه الشؤم * حتى أعاقني عن فطوري طمعا منه في مبيع مكينا * نبذتها تجار صيدا وصور أظهر الزهد في الطريق رياء * والريا قد يجر للتدمير علم الله فيه سوء نوا * ياه فاوحى لمنكر ونكير إن أقيما على طريق أمين * فاجعلاه من بعض أهل القبور جفلا فيه مهره واتركاه * فوق أرضي يجره في الشعير لك فيمن مضى التأسي فصبرا * فعسى أن تنال أجر الصبور فيزيد من قبل نال الذي نلت * ولكن ولى النار السعير ولأجل العذاب أبقاك حيا * ولكسر الأعضاء والتجبير فاذكر السطل يا أمين وحمل الصحن * مني وقلة التطهير وتذكر مجبرا لك يدعى * علم الكار في عراج الحمير وتذكر موسى وحمل عصاه * وذهابي بأحمد ومسيري واغتصابي كريمة القوم قسرا * ضاربا حول دارهم بالنفير ومجيئي بالمصطفى وأخيه * وابن شومان طلعا كالبدور وكتب أيضا: سبق أن السيد محمد امين ابن السيد أمين، كان قد نظم أبياتا للسيد علي ابن السيد محمد أمين بأيام مرضه الذي توفي فيه بقرية الصوانة لتكون له سلوة فاطلعني عليها لكي أكتبها له فأحببت أن أذيلها بشئ من الأبيات الهزلية وكان المرحوم السيد علي الأمين قد وعد الناظم المشار إليه بصاكو وأخلف فجعلت الذيل تذكيرا له بوعده وقلت بلسان الناظم:
بوجت خمسين بوجا في رحابكم * للنصب والنصب عندي أكبر الفلج وقد غرست بها ما شئت من شجر * فأثمرت جببا سوداء كالسبج ومذ رأى أهل بيتي النصب ذا ثمر * سعى ليغنم مما فيه كل عجي فمنهم طالب للخام مجتهد * من شدة البرد حتى ما يطيق يجي ورب طالبة للشيث تحسبها * أم النبي بن نون صاحب الحجج لما رأت نصبنا الميمون ذا ثمر * راحت تحاكي طيور الأيك في الهزج وزلغطت أمهم في البيت قائلة * أهلا بمخزننا المملوء بالبقج يا قرة العين نحوا عنكم خرقا * عيسى حبانا بها في سالف الحجج فقد أتاكم علي بن الأمين بما * تبغون من كسوة في وجه مبتهج ومذ رأى فقهاء السوء كسوتنا * جديدة أقبلوا بالأوجه السمج وقال قائلهم من أين جئت به * يا بن المذلق هل للرزق من درج وإذ رأوني بنعمى لا نظير لها * ماتوا جميعا بداء الغيظ والسحج ودفنهم في غد بعد العصير ضحى * فمن يرد منكم أجر الحضور يجي ثم اني رأيت أن أطيل مداعبة السيد فنظمت أبياتا بينت بها ثمن الأبيات فقلت بلسان الناظم:
ثمن القريض بلا نزاع * عن كل بيت نصف صاع والشعر لست أبيعه * دينا وإن قل انتفاعي لولا احتياجي للطحين * لما مددت إليك باعي فارات بيتي أصبحت * من جوعها أبدا سواعي واستاسد السنور في * بيت وقد خليت قصاعي والجوع داع للسؤال * ومنعكم في غير داع وعلي جمعت الهموم * وقد عجزت عن الجماع مرنا باحضار الحمارة * والجوالقة الوساع وإذا أبيت تركتنا * باذل من فقع بقاع وقال يمدح السيد علي ابن عمنا السيد محمود:
إلى كم بسلمى أنت ولهان هائم * تهيجك أطلال لها ومعالم