صاحبه الخالق فقد كفر فعلى كل حال هو مسئ اه قال المؤلف:
وهذا الانتصار أيضا بارد كسابقه كما لا يخفى وأي إساءة أدب في مقام المناظرة وإلزام الخصم قال وسمع رجلا ينادي على لحم البقر أين من حلف ان لا يغبن فقال له أيش تريد منه؟ تريد ان تحنثه؟...
وقيل وفد الناشئ على عضد الدولة بن بويه وامتدحه فامر له بجائزة سنية واحاله على الخازن فقال ما في الخزانة شئ فاعتذر إليه عضد الدولة وقال ربما تأخر حمل المال إلينا وسنضاعف لك الجائزة متى حضر فخرج من عنده فوجد على الباب كلابا لعضد الدولة عليها قلائد الذهب وجلال الخز قد ذبح لها السخال وألقيت بين يديها فعاد إلى عضد الدولة وأنشأ يقول:
رأيت باب داركم كلابا * تغذيها وتطعمها السخالا فهل في الأرض أدبر من أديب * يكون الكلب أحسن منه حالا ثم حمل إلى عضد الدولة مال على بغال وضاع منها بغل ووقف على باب الناشي فاخذ ما عليه ثم دخل على عضد الدولة وانشده قصيدته التي يقول فيها:
ومن ظن أن الرزق يأتي بمطلب * فقد كذبته نفسه وهو آثم يفوت الغنى من لا ينام عن السرى * واخر يأتي رزقه وهو نائم فقال له هل وصل المال الذي على البغل قال نعم قال هو لك بارك الله لك فيه فعجب الحاضرون من فطنته.
ومن شعره قوله:
وإذا بليت بجاهل متغافل * يدع المحال من الأمور صوابا أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا وقوله يصف فرسا:
مثل دعاء مستجاب ان علاء * أو كقضاء نازل إذا هبط وقوله:
لا تعتذر بالشغل عنا انما * ترجى لأنك دائما مشغول وإذا فرغت ولا فرغت فغيرك ال * مرجو والمطلوب والمأمول وعن الناشئ قال أدخلني ابن رائق على الراضي بالله وكنت مداحا لابن رائق ونافقا عليه، فلما وصلت إلى الراضي قال لي أنت الناشي الرافضي، فقلت خادم أمير المؤمنين الشيعي قال من أي الشيعة؟ قلت شيعة بني هاشم، قال هذا خبث حيلة فقلت مع طهارة مولد قال هت ما معك فأنشدته فامر ان يخلع علي عشر قطع ثيابا واعطى أربعة آلاف درهم فاخرج إلي ذلك وتسلمته وعدت إلى حضرته فقبلت الأرض وشكرته وقلت انا ممن يلبس الطيلسان فقال هاهنا طيالس عدنية اعطوه منها طيلسان وأضيفوا إليها عمامة خز ففعلوا فقال أنشدني من شعرك في بني هاشم فأنشدته:
بني العباس ان لكم دماء * اراقتها أمية بالذحول فليس بهاشمي من يوالي * أمية واللعين أبا زبيل فقال ما بينك وبين أبي زبيل فقلت أمير المؤمنين اعلم فتبسم وقال انصرف، قال الخالع وشاهدت العمامة والطيلسان معه وبقيا عنده إلى أن مات. قال الخالع وكان أبو الحسن شيخا طويلا جسيما عظيم الخلقة عريض الألواح موفور القوة جهوري الصوت عمر نيفا وتسعين سنة لم تضطرب أسنانه ولا قلع سنا منها ولا من أضراسه.
ووفد الناشي على سيف الدولة ومدحه واخذ جوائزه وكان معاصرا للنامي شاعر سيف الدولة، قال الخالع: حدثني الناشي قال لما وفدت على سيف الدولة وقع في أبو العباس النامي وقال هذا يكتب التعاويذ فقلت لسيف الدولة يتأمل الأمير فإن كان يصلح ان يكتب مثله على المساجد بالديخ (1) فالقول كما قال فأنشدته قصيدة أولها:
الدهر أيامه ماض ومرتقب وقلت فيها:
فارحل إلى حلب فالخير منحلب * من نيل كفك ان لاحت لنا حلب فقال يا أبا الحسن هذا بيت جيد لكنه كثير اللبن وأنشدته قصيدة أخرى أقول فيها:
كان مشيبي إذ يلوح عقارب * واقتل ما أبصرت بيض العقارب كان الثريا عوذة في تميمة * وقد حليت واستودعت حرز كاعب قال الخالع أنشدني الناشي يوما لنفسه:
تجاه الشظى جنب الحجى فالمشرف * حيال الربى فالشاهق المتشرف طلول أطال الحزن لي حزن نهجها * والزمني وجدا عليها التأسف وقفت على ارجائها أسال الربى * عن الخرد الأتراب والدار صفصف وكيف يجيب السائلين مرابع * عفتها شآبيب من المزن وكف ومنها:
دنان كرهبان عليها برانس * من الخز دكن يوم فصح تصفف ينظم منها المزج سلكا كأنه * إذا ما بدا في الكاس در منصف قال الخالع لما أنشد البيت الأول قلت له بم ارتفعت هذه الأسماء وهي ظروف فقال بما يسؤوك وهذا داخل في مجونه.
قال ياقوت: قرأت بخط بديع الزمان بن عبد الله الهمداني فيما قرأه على ابن فارس اللغوي سمعت أبا الحسن الناشي علي بن عبد الله بن وصيف بمدينة السلام قال حضرت مجلس أبي الحسن ابن المغلس الفقيه فانقلبت محبرة لبعض من حضر على ثيابي فدخل أبو الحسن وحمل إلي قميصا بيقيا ورداء حسنا فأخذتهما ورجعت إلى بيتي وغسلت ثيابي ولبستها ورددت القميص والرداء إلى الحسن فلما رآهما غضب غضبا شديدا وقال ألبسهما لولا انك تتوشح بالأدب لجفوتك اه قال المؤلف لم اورد هذه الحكاية لما فيها من كثير فائدة بل للتنبيه على ما كان للعلماء من الاعتناء باخبار أهل العلم والأدب دقيقها وجليلها حتى يرويها البديع الهمذاني عن أحمد بن فارس اللغوي.
أشعار الناشي في أهل البيت ع بال محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب هم الكلمات والأسماء لاحت * لآدم حين عز له المتاب وهم حجج الاله على البرايا * بهم وبجدهم لا يستراب بقية ذي العلى وفروع أصل * بحسن بيانهم وضح الخطاب وأنوار يرى في كل عصر * لارشاد الورى منها شهاب ذراري احمد وبنو علي * خليفته وهم لب لباب إذا ما أعوز الطلاب علم * ولم يوجد فعندهم يصاب