الوجوه مفيدة فائدة الهبة، فينتقل ملك العين إلى الساكن (1)، وحكاه في التنقيح (2) والدروس (3) عن ظاهر الشيخ في العمرى إذا جعلت له ولعقبه، فقال: لا يرجع إلى المالك حينئذ.
وهو شاذ، ومستنده غير واضح، عدا ما في الدروس من رواية جابر (4)، ولم يذكر متنها، ولم يتضح لي سندها، ومع ذلك محجوج بالأصل، وصريح المعتبرين المتقدمين ونحوهما في الإفادة لهذه الفائدة الرقبى المتقدم إليها الإشارة.
ولا فرق بينها في هذه الثمرة وإن اختلف بحسب اختلاف الإضافة، فإذا قرنت بالإسكان قيل: سكنى، كأن يقول: أسكنتك هذه الدار ولك سكناه، وبالعمر قيل: عمري، كقولك: أعمرتك هذه الأرض عمرك أو عمري، وبالمدة قيل: رقبى، كأن يقول: أرقبتك هذا المتاع مدة كذا من الارتقاب، وهو الانتظار للأمد، أو من رقبة الملك، بمعنى إعطاء الرقبة للانتفاع بها.
كل ذا على المشهور، كما في المسالك (5) والكفاية (6)، فيكون بين العمرى والرقبى تباين.
وفي الغنية (7) وعن الشيخ (8) والقاضي (9) والحلي (10) أنهما بمعنى واحد فالأولى من العمر والثانية من الرقوب، كان كل واحد منهما يرتقب موت صاحبه. وربما أشعر به العبارة، حيث اقتصر بذكر العمرى خاصة دون الرقبى، فكأنه جعلهما بمعنى واحد، وإلا لذكر الرقبى ولو بالإشارة.