____________________
تأخذه بالعذاب المؤبد والعقاب المخلد نعوذ بالله من ذلك، وهذا كله كما تراه بعيد عن الغرض بمراحل، ونائي عن المقصود بمنازل، وفي جميعه من التعسف والتكلف ما لا مزيد عليه، بل ليس في العبارة ما يوهمه فضلا من أن يدل عليه، وإنما أوقعهم في هذه التمحلات جعلهم إضافة الاستدراج إلى قوله: «من منعني» من باب إضافة المصدر إلى المفعول كضربته ضرب اللص، والصواب: أنه من إضافة المصدر إلى الفاعل كضربته ضرب الأمير.
وقوله تعالى: فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر (1) والمعنى لا تستدرجني استدراج مستدرج منعني خير ما عنده، وهو مع ذلك مستبد ومستقل في حلول نعمته بي، فإن استدراج من هذه صفته يكون أفظع استدراج وأشده، لأنه إذا منعه خير ما عنده وكان مستبدا في حلول النعمة به كان متمكنا من حرمانه سابقا ولاحقا، فإذا استدرج لم يبق ولم يذر، بخلاف ما إذا لم يكن مستبدا في الانعام، بل شرك غيره فيه، وأراد الاستدراج لم يتمكن كل التمكن لاحتمال أن يوافقه شريكه على الحرمان خصوصا إذا كان الشريك أقوى وأكرم وارحم وهو الله سبحانه وتعالى، ومن هنا قيل: إنما العاجز من لا يستبد.
وعلى هذا فجملة قوله: «ولم يشركك» يجوز أن تكون من تمام الصلة عطفا على منعني، وأن تكون حالا من فاعله، أي غير شريك لك، ولا تتعين الحالية كما توهم بعضهم.
إذا عرفت ذلك ظهر لك أن إضافة الاستدراج إلى الموصول من إضافة المصدر إلى الفاعل كما ذكرناه لا من إضافة (2 ) المصدر إلى المفعول كما توهم القوم، وهو نظير قولك: «لا تأخذني أخذ عزيز مقتدر» لفظا ومعنى.
وقوله تعالى: فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر (1) والمعنى لا تستدرجني استدراج مستدرج منعني خير ما عنده، وهو مع ذلك مستبد ومستقل في حلول نعمته بي، فإن استدراج من هذه صفته يكون أفظع استدراج وأشده، لأنه إذا منعه خير ما عنده وكان مستبدا في حلول النعمة به كان متمكنا من حرمانه سابقا ولاحقا، فإذا استدرج لم يبق ولم يذر، بخلاف ما إذا لم يكن مستبدا في الانعام، بل شرك غيره فيه، وأراد الاستدراج لم يتمكن كل التمكن لاحتمال أن يوافقه شريكه على الحرمان خصوصا إذا كان الشريك أقوى وأكرم وارحم وهو الله سبحانه وتعالى، ومن هنا قيل: إنما العاجز من لا يستبد.
وعلى هذا فجملة قوله: «ولم يشركك» يجوز أن تكون من تمام الصلة عطفا على منعني، وأن تكون حالا من فاعله، أي غير شريك لك، ولا تتعين الحالية كما توهم بعضهم.
إذا عرفت ذلك ظهر لك أن إضافة الاستدراج إلى الموصول من إضافة المصدر إلى الفاعل كما ذكرناه لا من إضافة (2 ) المصدر إلى المفعول كما توهم القوم، وهو نظير قولك: «لا تأخذني أخذ عزيز مقتدر» لفظا ومعنى.