رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ١٩٦

____________________
الأول مطرحا في النية، وهذا الفعل بهذا المعنى متعد إلى مفعولين وما فيه من بطش هو أحد ذينك الاثنين لئلا يفوت متعلق الفعل المستقل، والبدل بيان يرجع إلى توكيد بتأسيس لمعنى مخل، وأما من جهة المعنى فلأن المقام مقام شك وأخذ بالقلوب وتمكن هذا المعنى أقوى إذا ذكر ما سلب منه مع بيان أنه المسلوب، فذكر المسلوب منه مقصود كذكر ما سلب، وفي ذلك من تمكين المعنى ما لا يخفى على ذوي الأدب، انتهى.
قال الصفدي: لا أعلم أحدا يأتي بهذا الجواب غيره لمعرفته بدقائق النحو وغوامض علمي المعاني والبيان (1)، انتهى.
قلت: وبالتأمل في هذا الجواب يظهر رجحان رواية ابتزوها في عبارة الدعاء بالبناء للمجهول على الرواية المشهورة والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (2).
قوله عليه السلام: «وأنت المقدر لذلك» «الواو» ابتدائية، والجملة إما حالية في محل نصب على الحال من فاعل ابتزوها أو من مفعوله، أي والحال انك أنت المقدر لذلك على تأويل مقدرا أنت لهم أو لها ذلك فهي كالحال السببية نحو:
مررت برجل قائما غلمانه، كما قال ابن جني في: جاء زيد والشمس طالعة، ان التأويل جاء زيد طالعة الشمس عند مجيئه، وسيبويه والمتقدمون يقدرون واو الحال بإذ ولا يريدون أنها مرادفة لها إذ لا يرادف الحرف الاسم بل انها وما بعدها قيد للفعل السابق كما ان إذ كذلك (3).
فقوله عليه السلام: «ابتزوها وأنت المقدر لذلك» في تقدير ابتزوها إذ أنت المقدر لذلك.
وإما مستأنفة استينافا بيانيا نحويا فلا محل لها من الإعراب وكذلك جملة قوله

(1) لا يوجد لدينا كتابه.
(2) سورة الأحزاب: الآية 4.
(3) مغني اللبيب: ص 471.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست