وأما الصلاة المندوبة، فيمكن أن لا يراد أن الواحدة أفضل من الحج، إذ ليس في الحديث إلا الفريضة.
وأما حديث: (خير أعمالكم الصلاة) فيمكن حمله على المعهودة، وهي الفرائض. ويؤيده الأذان والإقامة، لاختصاصه. أو نقول:
لو صرف زمان الحج والعمرة في الصلاة المندوبة كان أفضل منهما.
أو يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، كما نقل أنه صلى الله عليه وآله: (سئل: أي الاعمال أفضل؟ فقال: بر الوالدين) (1) و (سئل: أي الاعمال أفضل؟ فقال: الصلاة لأول وقتها) (2) و (سئل أيضا: أي الاعمال أفضل؟ فقال: حج مبرور) (3) فيختص بما يليق بالسائل من الاعمال، فيكون لذلك السائل والدان محتاجان إلى بره، والمجاب بالصلاة يكون عاجزا عن الحج والجهاد، والمجاب بالجهاد (4) في الخبر السابق يكون قادرا عليه. كذا ذكره بعض علماء العامة (5)، دفعا للتناقض بين الاخبار.