لكن جهلت فقلت إن جميع من * يهوي خلاف هواك ليس بعالم (1) فكتب الشيخ شمس الدين محمد الموصلي في جوابه:
يا من يموه في السؤال مسفسطا * إن الذي الزمت ليس بلازم هذا رسول الله يعلم كل ما * علموا وقد عاداه جل العالم (2) فأجابه السيد الأمين بقوله:
أحسنت في التشبيه كل معاند * لولي آل المصطفى ومقاوم مثل المعاند للنبي محمد * والحق متضح لكل العالم وقال أيضا: السفسطة هي من الشمس الموصلي، فالعلامة يقول: إن ردك علي لجهلك بما أقول عدم فهمك إياه على حقيقته، فلو علمت كل ما علم الورى ووصل إليه علمهم من الحق لكنت تذعن لهم ولا تعاديهم، لكنك جهلت حقيقة ما قالوا:
فنسبت من لا يهوى هواك منهم إلى الجهل، فهو نظير قول القائل:
لو كنت تعالم ما أقول عذرتني * لو كنت أعلم ما تقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت أنك جاهل فعذرتكا فأين هذا من نقضه السوفسطائي بأن رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم كل ما يعلمه الناس وقد عاداه جلت الناس (3).
ونقل ابن حجر أيضا أن العلامة لما بلغه بعض كتاب ابن تيمية قال: لو كان يفهم ما أقول أجبته (4):
وذكر السيد الأمين أن هده الجملة صدر بيت، ثم استظهر أنها من جملة أبيات (5).