وكان حنفيا يم صار شافعيا ثم تشيع على يد العلامة.
ومنها: إنه ذكر أن العلامة قرر للسلطان أن أبا بكر وعمر كانا وزيرين لرسول الله وأن عليا ابن عمه وصهره فهو وارث الخلافة.
وهذا مع تفرده غير معقول، لأن العلامة لا يعتقد بإيمانهما فضلا أن يكونا وزيرين، وكتبه تشهد بعقيدته.
ومنها: إنه ذكر أن السلطان أمر أن يرمى بالقاضي مجد الدين إلى الكلاب التي عنده وهي ضخام.
وهذا مخالف لما ذكره أكثر المؤرخين من عدالة هذا السلطان وحسن سيرته كما مر، ومخالف أيضا لما نشاهده من أن هذا السلطان بعد استبصاره أمر كبار علماء السنة بصحبته في المدرسة السيارة.
ومنها: وهو بيت القصيد أن السلطان رجع من مذهب الشيعة وكتب إلى بلاده أن يقر الناس على مذهب أهل السنة والجماعة.
فأقول: نحن لو تفحصنا كتب التاريخ التي كلها عامية لوجدنا أن البحث المختص بالشيعة فيها قليل أو معدوم، وذلك لأنهم كانوا وبقدر الإمكان. (يحاولون) إخفاء الأحداث العظيمة والوقائع الكبيرة المرتبطة بالتشيع، وإذا أرادوا ذكر شيء يسير منها فيذكرونه بالإشارة مع الغمز فيه، وأما الوقائع المرتبطة بمذهب الجماعة فهي وإن كانت صغيرة إلا أنهم يذكرونها بصيغة التعظيم والتفخيم.
فأناشدك بالله عزيزي القارئ هل يمكن أن يحدث مثل هذا الحدث الكبير الذي تفرد بنقله ابن بطوطة ويسكت عنه كل المؤرخين حتى الذين عاصروا العلامة والسلطان وحضروا في كل الأمور كالحافظ الآبرو وغيره كما تقدم؟
ولو كان ما نقله ابن بطوطة صحيحا لما تهجم أكثر علماء العامة على هذا السلطان لأنه صار رافضيا!
وكيف يمكن لنا الوثوق بنقل ابن بطوطة مع ما عرفت في مواضع عديدة من نقله مخالفته للمؤرخين كافة!