1 - فمن الآيات قوله - تعالى -: " وما أرسلناك من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم تعلمون. " (1) بتقريب أن وجوب السؤال يستلزم وجوب القبول وترتيب الأثر عليه وإلا وقع لغوا، وإذا وجب قبول الجواب وجب قبول كل ما يصح أن يسأل عنه، إذ لا خصوصية لسبق السؤال.
2 - ومنها قوله - تعالى -: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. " (2) بتقريب أن الظاهر من الآية بمقتضى كلمة " لولا " وجوب النفر، فتجب الغاية وغاية الغاية أيضا، أعني التفقه والإنذار وحذر القوم، ولأن طبع الحذر يناسب اللزوم. والمراد بالإنذار بقرينة لفظ التفقه في الدين هو بيان الأحكام الشرعية، فذكر اللازم وأريد الملزوم. فتدل الآية على وجوب ترتيب الأثر على قول الفقيه المبين للأحكام. وإن شئت قلت إذا وجب بيان الأحكام وجب ترتيب الأثر وإلا وقع لغوا.
3 - ومنها قوله: " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. " (3) فإن حرمة الكتمان تستلزم وجوب القبول بعد الإظهار وإلا لزم اللغو.
4 - ومنها قوله - تعالى - حكاية عن إبراهيم الخليل: " يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك، فاتبعني أهدك صراطا سويا. " (4)