رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه، فقالوا له: قد أشرت بالرأي.
ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا وإنه قد بلغني أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه أنا قد ندمنا فهل يرضيك أن نأخذ من القبيلتين - من قريش وغطفان - رجالا من أشرافهم فنعطيكهم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك.
ثم خرج إلى غطفان وقال لهم مثل ما قال لقريش.
فلما كانت ليلة السبت أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قريظة أن اغدوا للقتال حتى نناجز محمدا، فأرسلوا إليهم أن اليوم يوم السبت ولا نعمل فيه شيئا، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا.
فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان: والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق، فأرسلوا إلى بني قريظة: إنا والله لاندفع إليكم أحدا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فأخرجوا فقاتلوا، فقالت بنو قريظة حين انتهت الرسل إليهم بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا فإن رأوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل في بلدكم، فخذل الله بينهم، وبعث الله عليهم الريح... (1) 12 - وفيه أيضا في غزوة الخندق أيضا ما ملخصه:
" فلما انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما اختلف من أمرهم وما فرق الله من جماعتهم دعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا.
قال حذيفة: التفت إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع؟ فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا حذيفة، اذهب فادخل في القوم