وميزان حسناتهم وسيئاتهم وهو أسرع الحاسبين قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبه من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون اوتى بلفظ الجمع إشارة إلى أن الميزان له أنواع كثيره بعضها ميزان العلوم وبعضها ميزان الأعمال اما ميزان العلوم فاعلم أن الله قد وضع ميزانا مستقيما وقسطاسا مبينا انزل من السماء ليعرف باقسامه مكائيل الأرزاق المعنوية ومثاقيل الأغذية الروحانية ويعلم بها حقها من باطلها ويوزن بها جواهر الحقائق العقلية ونقود الصور الادراكية ويميز رائجها في سوق الآخرة من زيفها وخالصها من مغشوشها وعلمنا (1) بتعليم ملائكته ورسله كيفية الوزن بها ومعرفة أقسامها الخمسة وتميز مستقيمها من منحرفها حيث قال وزنوا بالقسطاس المستقيم فمن تعلم هذه الموازين التي أنزلها الله تعالى في كتابه على رسوله فقد اهتدى ومن عدل عنها وعمل بالرأي والتخمين فقد ضل وغوى وتردى إلى الجحيم فان قلت أين ميزان (2) العلوم في القرآن فهل هذا الا افك وبهتان.
(٢٩٨)