والأصغر فيصير الجميع خمسه وتفاصيلها وبيان كل قسم منها وكيفية استنباطه من القرآن مذكور في كتابنا المسمى بالمفاتيح الغيبية وهي بالحقيقة سلاليم العروج إلى عالم السماء بل إلى مجاورة مبدأ الأشياء والمقدمات والأصول المذكورة فيها درجات السلاليم للعروج الروحاني واما المعراج الجسماني فلا تفي بذلك سعة قوه كل نفس بل يختص ذلك بقوة نفس النبي ع وبالجملة فهذه الموازين الأخروية هي التي تعرف بها مثاقيل الأفكار ومكائيل الأنظار في العلوم الحقيقية التي هي الأرزاق المعنوية لأهل الآخرة وقد أنزلها الله تعالى من السماء ليعلم كل أحد مقدار علمه وعقله ومقدار سعيه وعمله ويحسب حساب رزقه واجله ويحضر كتاب عمره وأمله فان لكل مخلوق رزقا مخصوصا وبحسب كل رزق له بقاء معلوم وأجل مكتوب وحساب محسوب والأرزاق المعنوية كالأرزاق الصورية متفاوتة في الاكل متفاضلة في دوام الحياة والأجل كما وكيفا ونفعا وضرا بل الأرزاق الأخروية أشد تفاوتا وأكثر تفضيلا من الأرزاق الدنيوية كما قال سبحانه وللآخرة أكبر درجات وأكثر تفضيلا وقال أيضا مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم المنذر المعلم للناس ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فأمره بدعوة الخلائق إلى أنواع من الأرزاق المعنوية حسب تفاوت الغرائز لهم والجبلات فالقرآن بمنزله مائدة نازلة من السماء إلى الأرض مشتملة على اقسام الرزق ولكل قوم منها رزق معلوم وحياه مقسومة فالحكمة والبراهين لقوم والموعظة والخطابة لقوم والجدل والشهرة لقوم ويوجد فيه لغير هؤلاء الطوائف الثلاث أغذية ليست بهذه المثابة من اللطافة بل هي كالقشور والنخالة على حسب مقاماتهم في غلظ الطبائع والكثافة والسفالة كما أشير إليه بقوله ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين فكما يوجد فيه اللبوب من الأغذية لأولي الألباب كذلك يوجد فيه ما هو كالتبن والقشور للعوام الذين درجتهم درجه الانعام كما قال متاعا لكم ولأنعامكم وذلك لان الغذاء يجب ان يكون مشابها للمغتذي فالمحسوس (1) من الغذاء للجوهر
(٣٠١)