الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٦
صلوه ثم في سلسله ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه (1) وبالجملة كل أحد إلى غاية سعيه وعمله والى ما يحبه ويهواه حتى أنه لو أحب أحد حجرا لحشر معه لقوله تعالى
(١) والنكتة في سبعين ذراعا ان اللطائف في وجود الانسان سبع وقد مرت وفي كل لطيفه عشر مراتب هي القبضات العشر التي خمر منها طينه آدم قبضه من العناصر وقبضات تسع من الأفلاك التسعة مثل ان المحبة من الزهرة والغضب من المريخ وقس عليه والمراد بقبضه من العناصر في كل من اللطائف الصفات العنصرية والتأثر والانفعال خذ الغايات ودع المبادئ فتصير سبعين وإذا لوحظ مظهرية كل منها لألف اسم من أسماء الله الحسنى تكون سبعين الف حجاب من نور وظلمه الواردة في الحديث المشهور وجوداتها أنوار وماهياتها ظلمات ففي الشقي بقي السبعون في حد القوة لم تخرج إلى الفعلية فهي نارية وما خرج إلى الفعلية في الطبع والنفس فحيث لم يكن ذريعة إلى الله تعالى أيضا نارية والمظهرية للأسماء الحسنى لم تحصل في نظره ولا وجود رابطي لها فهي سلسله ذرعها سبعون ذراعا.
وقال بعض الفضلاء الناس يتصنفون سبعه أصناف بعدد الكواكب السيارة أصحاب الأمر والنهي من الملوك ولهم تعلق بالشمس ب أصحاب السيف والسلاح ولهم تعلق بالمريخ ج أصحاب القلم والحساب ولهم تعلق بعطارد د أصحاب العلم والرأي كالعلماء والوزراء ولهم تعلق بالمشترى أصحاب الزراعات وأهل الكهوف والجبال ولهم تعلق بزحل وأصحاب الطرب والزينة والنساء والخواتين ولهم تعلق بالزهرة ز أصحاب السفر والتجار ومن يشبههم ولهم تعلق بالقمر ثم إن لكل واحد من هذه الأصناف تعلقات عشره بأمور ا - ما يعين في اقامه بدنه كالدراهم والدنانير وله تعلق بالبرج الثاني من الطالع ب الأخوة والأنساب ولهم تعلق بالثالث من الطالع ج الأملاك والآباء والأمهات ولها تعلق بالرابع منه د الأولاد ولها تعلق بالخامس منه ه - العبيد والحيوانات الصغار ولها تعلق بالسادس منه و - الأزواج والشركاء ولها تعلق بالسابع منه ز ما يعرض للانسان من المصائب ولها تعلق بالثامن منه ح الذين لهم ولاية عليه ولهم تعلق بالعاشر منه ط الأصدقاء ولهم تعلق بالحادي عشر منه ى الأعداء والحيوانات الكبار ولهم تعلق بالثاني عشر منه وسقط برج الطالع عن درجه الاعتبار لأنه بيت النفس لا بيت التعلق والغرض انما هو ذكر أسباب التعلق وسقط البرج التاسع لأنه برج العلوم والفضائل وهي كمال النفس لا بيت التعلق وإذا تقرر ذلك فاضرب خصوصيات الأصناف السبعة فإنها تعلقات أيضا في التعلقات العشرة تكون سبعين تعلقا مانعه للنفس عن وصولها إلى الباري وهي السلسلة التي ذرعها سبعون ذراعا واما سبعون الف في الحديث فلان تحت كل من هذه التعلقات الف تعلق من الجزئيات وهو الألف من الاشغال التي احتاج إليها آدم ع لما خرج إلى الأرض ليأكل لقمه كما ورد في الخبر فالحجب النورية هي النفوس والأولاد والأمهات والأزواج وغيرهم والعلوم إذا كانت لغير الله تعالى والظلمانية هي الدنانير والدراهم والأملاك والحيوانات وغيرها انتهى س ره