سارية في الوحدات ونور وجوده نافذ في الهويات كما قال أمير الموحدين على ع مع كل شئ لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة فلا يدفع وجوده الابتدائي وجوده الانتهائي فمنه يتنزل الموجودات في الابتداء واليه تصعد الإنيات في الانتهاء فعلى هذا المنوال حال وجودات الأنوار القيومية وصور المفارقة الإلهية فان (1) وجودات العقول الفعالة ظلال لوجوده ووحداتها مثل لوحدته فسعتها وجمعيتها أنموذج لسعته وجمعيته فإنما هي وسائط صدور الأشياء عن الحق تعالى ووسائل رجوع الموجودات إليه فلها الأولية بأوليته والآخرية بآخريته كما انها موجودة بوجوده لا بايجاده باقية ببقائه لا بابقائه لأنها كما علمت بمنزله أشعة نوره ولوازم هويته.
ثم إن النظر في العقل الفعال من حيث وجوده في نفسه غير النظر فيه من حيث حصوله لنفوسنا فالنظر فيه من الحيثية الأولى قد مر ذكره في الربوبيات إذ قد ثبت وجوده في نفسه بالبرهان وليس النظر فيه الان الا من حيث كونه كمالا للنفس الانسانية وتماما لها والبرهان على وجوده في النفس ان النفس في مبادئ الامر وان كانت نفسا بالفعل لكنها عقل بالقوة ولها ان تصير عقلا بالفعل لأجل تصور المعقولات والتفطن بالثواني بعد الأوليات حتى يصير بحيث تحضر صور المعلومات متى شائت فتحصل لها ملكه استحضار الصور العقلية من غير تجشم كسب جديد فخرجت ذاتها من العقل بالقوة إلى العقل بالفعل وكلما خرج من حدود القوة والاستعداد إلى حد الفعل فلا بد له من امر يخرجه منها إليه فهو إن كان أمرا غير عقلي كجسم أو قوه جسمانية فيلزم ان يكون الأخس وجودا علة مفيدة للأشرف وجودا وكان غير العقل