الكمال الممكن في حقها وان كانت عقلية صارت بحسبها نافعه في كمالها اللائق فكل اشتغال بأمر حيواني دنيوي كنكتة سوداء في وجه المرآة فإذا تكثرت وتراكمت أفسدتها وغيرتها عما خلقت لأجله كتراكم الغبارات والبخارات والأصدية في المرآة الموجبة لفساد جوهرها.
والثالث أن تكون معدولا بها عن جهة الصورة المقصودة والغاية المطلوبة فان نفوس الصلحاء والمطيعين وان كانت صافيه نقية عن كدوره المعاصي نقية عن ظلمات المكر والخديعة وغيرهما لكنها ليست مما يتضح فيه جلية الحق لأنها (1) ليست تطلب الحق ولم تحاذ شطر المطلوب وعدلت عن الطريق المؤدى إلى جانب الملكوت وهو صرف الفكر في المعارف الحقيقية والتأمل في آيات الربوبية وادراك الحضرة الإلهية بصرف الهم إلى اعمال بدنية ونسك شرعية وأوراد وأذكار وضعية من غير تدبر وتأمل فيها (2) وفي الغرض من وضعها فلا ينكشف لهم الا ما توجهت إليه هممهم من تصحيح صوره الأعمال والطاعات ودفع مفسدات النسك من القيام والصلوات وغيرهما ان كانوا متفكرين فيها وإذا كان تقيدهم بترجيح الطاعات وتفضيل حسنات الأعمال مانعا عن انكشاف جلية الحق فما ظنك في صرف الهمة إلى شهوات الدنيا وعلائقها فكيف لا يمنع من الكشف الحقيقي وهذا في مثال المرآة هو كونها معدولا بها من جهة الصورة إلى غيرها.
الرابع الحجاب المرسل فان المطيع القاهر للشهوة المتحري للفكر القاصد لتحصيل