التي لا سعادة فوق مشاهدتهم فان المعرفة التامة في هذه الدنيا بذر المشاهدة التامة في الآخرة كما مر فهذه اللذة العقلية لنفس كملت في هذا العالم فان كانت منفكة عن العلوم الحقيقية منزهة عن الرذائل الخلقية ليكون مصروف الهم إلى المتخيلات فلا يبعد ان يتخيل (1) الصور الملذة الموعودة فينجر إلى مشاهدتها بعد رفع البدن كما في النوم الذي هو ضرب من الموت لأنه عبارة عن ترك استعمال بعض قواها المحركة والحساسة فيتمثل لها ما وصف في الجنة من المحسوسات وهذه جنه المتوسطين وسعادة الصالحين وأصحاب اليمين وتلك جنه الكاملين المقربين وبالجملة البهجة تابعه للمشاهدة وحيث يخفى قدر المشاهدة يصغر قدر البهجة فكذلك حالنا في السعادة التي نعرف وجودها ولا نتصورها مشاهده لكنا نعلم أنها إذا ارتاحت نفسنا في حياتنا الدنيا وآنست لذكر الله وفرحت بذكر صفاته العليا وأفعاله العظمى وكيفية ترتيب الوجود منه تعالى على أليق نظام وأحسن ترتيب على اتساق ودوام وكمال وتمام فذلك مما يدل دلالة واضحه من جهة المناسبة على أن تنال من
(١٢٩)