الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
ماهية واجب الوجود عدم الوجود فيكون حينئذ ليست الماهية سببا للوجود بل كونها موجوده سبب للوجود فيحتاج اذن أن تكون موجوده حتى يلزمها وجود الوجود والا لم يلزمها الا عدم الوجود فتكون قبل اللازم الموجود موجوده فيكون قد عرض لها الوجود قبل ان لزم عنها الوجود وهذا محال فاحتفظ بهذا الكلام فإنه لم يوجد (1) نظيره في هذا المقام. نقد وإشارة قد دريت ان نسبه الوجود إلى الماهية ليست كنسبه العرض إلى الموضوع بان يكون للماهية كون ولوجودها كون آخر يحل الماهية بل الوجود نفس كون الماهية وحصولها وما به تتحصل فهي في حد نفسها في غاية الكمون والبطون والخفاء وانما تكونت وتنورت وظهرت بالوجود فالنسبة بينهما اتحادية لا تعلقية والاتحاد لا يتصور بين شيئين متحصلين بل انما يتصور بين متحصل ولا متحصل كما بين الجنس والفصل بما هما جنس وفصل لا بما هما (2) مادة وصوره عقليتان فانصباغ الماهية بالوجود انما هو بحسب العقل حيث يحلل الموجود إلى ماهية مبهمه ووجود حاصل لها ويصفها به كما مر فالمبهم بما هو مبهم لا يكون عله للمتحصل وخصوصا للمتحصل الذي يتحصل ذلك المبهم به ولا تحصل له الا به بل ذلك المتحصل نفس تحصله كما أن المضاف بالحقيقة نفس اضافه الموضوع له.
واما تقدم الذاتيات بحسب الماهية على ما يتألف منها وتقدم الماهية على لازمها فهذا نحو آخر من التقدم سوى ما بالعلية والكلام في التقدم الذي يكون بحسب العلية والتأثير.

(١) لأنه بعلاوة تحقيقة لهذا المطلب الشامخ من أن الواجب حقيقة الوجود البحت في كلامه تصريحات بموجودية الوجود وأصالته وهي العمدة في هذا المطلب الشامخ وغيره من المطالب العالية س ره (2) وذلك إذا اخذ الجنس والفصل بشرط لا والتركيب بين المادة والصورة وإن كان اتحاديا كما سيجئ في موضعه إن شاء الله تعالى الا انهما شيئان بالنظر إلى المادة متحصله بدون هذه الصورة أولا فإذا قبلت الصورة اتحدتا بحيث لا تمايز بينهما ثم الصورة قد تصير مجرده تكون من موجودات عالم المثال أو ملحقه بالعقل فتتحصل بدون المادة ولتحقيقة موضع آخر س ره
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست