يكون من حيث هو ماهية عله (1) لبعض الأشياء يجب ان يكون عله لكل شئ وكل ماهية لها لازم هو الوجود لا يجوز ان يكون لازمها معلولا لها وقد بين (2) هذا في الشفا وفي الإشارات وبالجملة لا يجوز ان يكون سبب الشئ من حيث هو حاصل الوجود الا شيئا حاصل الوجود ولو كانت ماهية سببا للوجود لأنها ماهية لكان يجوزان يكون يلزمها مع العدم لان ما يلزم الماهية من حيث هي يلزمها كيف فرضت ولا يتوقف على حال وجودها ومحال ان يكون ماهية عله لوجود شئ ولم يعرض لها وجود فيكون عله الموجود لم يحصل لها الوجود وإذا لم يحصل للعلة وجود لم يحصل للمعلول وجود بل يكون للعلة ماهية فيتبعها ماهية المعلول مثل ان المثلث يتبعها كون الزوايا مساويه لقائمتين لكن لا يوجد كون الزوايا كقائمتين حاصلا موجودا الا وقد عرض للمثلث وجود فإن لم يعرض للمثلث وجود لم يعرض لكون الزوايا كقائمتين وجود وليس يجوز ان يقال للوجود ماهية ليس يعتبر معها الوجود كما يجوز ان يكون لكون الزوايا كقائمتين ماهية لا يعتبر معها الوجود فان تلك الماهية في حال وجود المثلث تكون موجوده وفي حال عدمها تكون معدومه وما لم يوضع للمثلث وجود لم يكن لتلك الماهية وجود فليس يمكن ان يقال ماهية الأول عرض لها وجود حتى لزم عنها الوجود ولا يجوز ان يقال إنها وان لم يوجد يكون للوجود عنها وجود ولا يجوزان يقال إنها من حيث هي ماهية يلزمها ماهية الوجود ومن حيث يعرض لها وجود يلزمها وجود ماهية الوجود فان ماهية الوجود لا يخلو عن أن تكون موجوده وليس كماهية كون الزوايا كقائمتين من حيث لا يجب لها دائما وجود ما دامت ماهية بل هذه الماهية توجد بعد وجود المثلث وان عدم المثلث عدمت هذه الماهية فان قال (3) قائل وأيضا فان عدمت
(٩٩)