لزم تعدد الواجب ضرورة ان وجود الجوهر غير وجود العرض وإن كان هو الكون مع قيد التجرد لزم تركب الواجب من الوجود والتجرد مع أنه عدمي لا يصلح ان يكون جزء ا للواجب أو بشرط التجرد لزم ان لا يكون الواجب واجبا لذاته وإن كان غير الكون في الأعيان فإن كان بدون الكون فمحال ضرورة انه لا يعقل الوجود بدون الكون وإن كان مع الكون فاما ان يكون الكون داخلا فيه وهو محال ضرورة امتناع تركب الواجب أو خارجا عنه وهو المطلوب لان معناه زيادة الوجود على ما هو حقيقة الواجب.
وبوجه آخر (1) انا لا نشك في أن معنى الوجود الكون والتحقق فالوجود الخاص اما ان يشتمل على معنى الكون والثبوت أو لا فإن لم يشتمل فليس بوجود قطعا إذ لا معنى للوجود الخاص بالشئ الا كونه وتحققه وان اشتمل على معنى الكون كان الوجود المطلق ذاتيا له فهو اما ان يكون جزء الواجب أو نفسه وأيا ما كان يلزم ان يكون له ماهية كليه وانه محال.
والجواب اما عن الأول فبان الواجب نفس (2) الوجود الخاص المخالف لسائر الوجودات لأنه متقدم قاهر بالذات عليها غنى بالذات عنها مؤثر بالذات فيها ولا نزاع في زيادة الكون المطلق الذي هو امر عقلي كالشيئية ونظائرها عليه كما مر لكن موجودية الواجب بمعنى ما به الوجود ليست امرا وراء نفس ذاته كما صرح به الشيخ في كتاب المباحثات من أن ماهية الحق موجوده لا بوجود يلحقه اي من خارج وليس كالانسانية التي هي موجوده بان لها وجودا خارجا عنها بل هي نفس الوجود بلا وجود ملبوس وهو نفس الواجبية وهي معنى بسيط (3) وإن كان المعبر يعبر