إليها ومعنى امكان الذوات الوجودية النورية تعلقها بغيرها بحيث لو قطع النظر عن جاعلها لم يكن شيئا لا وجودا ولا ماهية أصلا فقطع النظر عن جاعلها بمنزله قطع النظر عن تجوهر ذاتها بخلاف الماهيات الكلية فان معانيها متصورة مع قطع النظر (1) عن غيرها ومناط العلية (2) عند القائلين بالجعل البسيط من الاشراقيين هو كون الشئ وجودا صرفا كما في اصطلاح التلويحات ونورا محضا على ما هو اصطلاح حكمه الاشراق وإن كان الموجد الحقيقي عندهم هو الوجود الواجبي الذي لا أشد منه أو النور الغنى الذي لا فقر له أصلا والوجود كما علمت لا يعلم الا بالعلم الحضوري الشهودي وكذا النور لا يدرك كنهه الا بالإضافة الاشراقية والحضور العيني إذ لو علم شئ منه بالعلم الصوري والادراك الذهني يلزم انقلاب الحقيقة كما أوضحناه في بعض رسائلنا فاذن المعلولات الوجودية النورية عندهم لوازم خارجيه لعللها الجاعلة جعلا بسيطا لا لوازم ذهنية ولم يلزم من كونها مجعوله لماهيات جاعلها كونها لوازم في كلا الوجودين حتى يلزم كونها لوازم الماهيات مع قطع النظر عن الوجودين فتكون أمورا اعتبارية وانما يلزم ذلك لو لم تكن ماهيات عللها أنيات صرفه لا يمكن حصولها في الذهن وقد قلنا إنها كذلك فقد ظهر ان الماهيات والحقائق على ضربين ماهية هي عين الانية وهي لا تكون كليه ولا جزئيه بمعنى كونها متشخصة بتشخص يزيد على ذاتها بل هي عين التشخص فان الوجود والتشخص شئ واحد عند المعلم الأول (3) وجماعه من أهل التحقيق والعرفان وماهية هي غير الانية فهي مما تقبل الشركة والكلية فلوازم الضرب الأول لا تكون الا لوازم خارجيه وذوات شخصية بخلاف لوازم الضرب الثاني فإنها لا تكون الا أمورا اعتبارية كليه لا وجود لها في الخارج كما أثبت في
(٤١٣)