الوجود السابق والاتصاف به فيتسلسل نعم لو قيل إن الأثر الصادر عن الجاعل أولا وبالذات امر مجمل يحلل العقل إلى ماهية ووجود أعني مفاد الهيئة التركيبية كان له وجه (1) لكن بعد التحليل نحكم بان الأثر بالذات هو الوجود دون الماهية لعدم تعلقها من حيث هي هي بشئ خارج عنها.
فقد انكشف ان الصوادر بالذات هي الوجودات لا غير ثم العقل يجد لكل منها نعوتا ذاتية كليه مأخوذة عن نفس تلك الوجودات محموله عليها من دون ملاحظه أشياء خارجه عنها وعن مرتبه قوامها وتلك النعوت هي المسماة بالذاتيات ثم يضيفها إلى الوجود ويصفها بالموجودية المصدرية.
وهذا معنى ما قاله المحقق الطوسي ره في كتاب مصارع المصارع وهو ان وجود المعلولات في نفس الامر متقدم على ماهياتها وعند العقل متأخر عنها فلا يرد عليها ما أورده بعضهم من أن تقدم الصفة على الموصوف غير معقول لأنك قد علمت أن المتحقق في نفس الامر أولا وبالذات ليس الا الوجود ثم العقل ينتزع منه الماهية في حد نفسه ويحمل عليها الموجودية المصدرية المأخوذة من نفس الوجود فما هو صفه الماهية بالحقيقة هي الموجودية المصدرية وما يتقدم عليها بالذات هو الوجود الحقيقي فحال الوجود والماهية على قاعدتنا في التأصل والاعتبارية بعكس حالهما عند الجمهور فهذا مما يقضى منه العجب فأحسن تدبرك.
ويقرب من ذلك ما قاله بعض المدققين من أن تأثير القدرة في الماهية التي بعينها الموجود (2) حتى يكون اثر الفاعل مثلا هو السواد الذي هو نفس الموجود لا وجوده ولا اتصافه بالوجود ولا حيثية الاتصاف لكن العقل ينسب السواد إلى الفاعل من حيث إنه موجود لا من حيث إنه سواد مثلا فنقول هو موجود من الفاعل