الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤١٨
ولوازم عرفت ان عله اختلاف الموصوفات الوجودية بحسب العقل والمعرفة (1) هي من اجل اختلاف تلك اللوازم والصفات التي هي ذاتيات أو عرضيات واما اختلاف تلك الصفات فهي لنفس اختلافها ذواتها ووجوداتها (2) التي هي متخالفة المراتب كمالا ونقصا وشده وضعفا وسبقا ولحوقا لان الباري تعالى أبدعها مختلفه بأعيانها لا لعله فيها بل لنفسها.
مثال ذلك ان اختلاف حال الأسود والأبيض من اجل اختلاف السواد والبياض واختلاف السواد والبياض لذاتيهما لا لعله أخرى فمن ظن أن السواد والبياض في كونهما مختلفين لهما عله أخرى تمادى إلى غير النهاية فالسواد والبياض مختلفان بأنفسهما لا بصفه فيهما بل بذاتيهما اللتين هما عينا وجوديهما فهذا معنى كلامهم ولم يريدوا ان السواد مثلا ليس بجعل جاعل ولا بصنع صانع كما توهم كثير ممن لم يرتاضوا بالعلوم الفلسفية وسيأتيك زيادة بصيرة.
توضيح فيه تلويح المعلول يجب ان يكون مناسبا للعلة وقد تحقق كون الواجب عين الوجود والموجود بنفس ذاته فالفائض عنه يجب ان

(1) اي الماهيات وسائط الاثبات لاختلاف الوجودات والوجودات وسائط في الثبوت فلا دور س ره (2) ان قلت إن كان كل واحد عله مستقلة لزم توارد علتين مستقلتين على واحد وإن كان المجموع عله لم يكن الاختلاف ذاتيا للماهيات هذا خلف قلت قد أشار إلى تقريرين للاختلاف.
أحدهما ان يقال لما كانت الماهيات اعتبارية كان اختلافها في الواقع تبع اختلاف الوجودات واختلاف الوجودات ذاتي وحينئذ فالجوهر جوهر لنفسه الخ اي الجوهر الوجودي والعرض الوجودي.
وثانيهما ان يقال اختلاف الوجودات بحسب العقل والمعرفة تبع اختلاف الماهيات واختلاف الماهيات ذاتي وحينئذ فالجوهر جوهر لنفسه الخ اي ماهية الجوهر وماهية العرض تقرير آخر على مشرب آخر هو ان يقال اختلاف الماهيات في هذا العالم ظل اختلافها في الأكوان السابقة والنشات العلمية واختلافهما في تلك الأكوان السابقة ظل اختلاف مفاهيم أسماء الله تعالى وصفاته تعالى واختلافها لا مجعول بلا مجعولية الذات المتعالية ثم إنه يمكن ان يوجه أيضا قولهم الجوهر جوهر لنفسه بان ثبوت الشئ لنفسه لما كان ضروريا كان غنيا عن العلة فهذا ابطال للجعل التركيبي لا الجعل البسيط وقد مر هذا في كلام بهمنيار س ره
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست