حقها في الوجود الخارجي ان يكون في موضوع وغير مقتضيه للقسمة والنسبة فهو بهذا المعنى يصلح لان يكون جنسا من عوالي الأجناس كما أن الجوهر بالمعنى المذكور له جنس عال فهما باعتبار هذين المعنيين متبائنان لا يصدقان على شئ في شئ من الظروف وان أريد منه عرض لا يكون بالفعل مقتضيا للقسمة والنسبة فهو بهذا المعنى عرض عام لجميع المقولات في الذهن فلا تمانع بهذا الاعتبار بينه وبين ماهية الجوهر وكذا بينه وبين ماهيات بواقي الاعراض على نحو ما مر في مفهوم العرض فلا يلزم اندراج الصور العقلية تحت مقولتين هذا تقرير كلامهم على ما يناسب أسلوبهم ومرامهم والحق ما سنذكر لك إن شاء الله تعالى.
وليعلم هاهنا ان معنى قولهم ان كليات الجواهر جواهر ليس ان المعقول من الجوهر الذي يوصف بأنه في الذهن وله محل مستغن عنه انه قد يزول عنه صور الجواهر العقلية ويعود اليه ويكون تلك الصور بحيث توجد تارة في الخارج لا في موضوع وتارة في الذهن في الموضوع كالمغناطيس الذي هو في الكف فإنه بحيث يجذب الحديد تارة كما إذا كان في خارج الكف ولا يجذبه أخرى كما إذا كان فيه فان هذه مغالطة من باب تضييع الحيثيات (1) واهمال الاعتبارات واخذ الكلى مكان الجزئي فان الكلى الذي ذاته في العقل على رأيهم يستحيل وقوعها في الأعيان واستغنائها عن الموضوع والمغناطيس الذي هو في الكف يجوز عليه الخروج والجذب للحديد ثم الدخول وعدم الجذب مع بقاء هويته الشخصية وليست الصور العقلية كذلك بل المراد بالكلى المذكور في كلامهم ان كلى الجوهر جوهر الماهية من حيث هي بلا قيد وشرط من الكلية والجزئية وسائر المنضافات الذهنية والخارجية إليها ويقال (2) لها الكلى الطبيعي أيضا كما يقال للماهية المعروضة للكلية الكلى العقلي