الماهية وإذا لم يكن حمل الموجود بالفعل على ما تحته من عوالي الأجناس والمقولات العشر الا بسبب لا كحمل الذاتي الغير المعلل فلم يصر بإضافة معنى عدمي اليه وهو قولنا لا في موضوع جنسا لشئ منها والا لصار بإضافة معنى وجودي اليه وهو قولنا في موضوع جنسا للبواقي بل هذا أولى (1) وهو خلاف ما تقرر عندهم هذا بيان مقصودهم في كون المعقول من الجوهر جوهرا.
وهاهنا دقيقه أخرى سنشير إلى بيانها في تحقيق الحمل إن شاء الله تعالى حاصله انه لا منافاة بين كون الشئ مفهوم القائم بنفسه وكونه مما يصدق عليه القائم بغيره على قياس مفهوم العدم واللا شئ واللا ممكن وشريك الباري والحرف والوضع وحركه وممتنع الوجود واللا تناهي ونظائرها حيث يصدق على كل منها نقيضها بحسب المفهوم هذا.
فقد علم بما ذكروا ان مفهوم العرض أعم من مقولة الجوهر باعتبار الوجود الذهني فالجوهر الذهني جوهر بحسب ماهيته وعرض باعتبار وجوده في الذهن فلا منافاة بينهما انما المنافاة بين المقولات التي هي ذاتيات للحقائق المتخالفة المندرجة تحتها.
واما ان القوم قد عدوا الصور العلمية من باب الكيف ويلزم منه ان يكون صوره الجوهر في العقل جوهرا وكيفا فيندرج تحت مقولتين فقيل إن هذا من باب المسامحة وتشبيه الأمور الذهنية بالأشياء الخارجية لأنه ان أريد بالكيف ماهية