فاحكم بان المنسوب بالذات إلى العلة ليس الا نفس الوجود بذاته سواء ا كان متصفا بالحدوث أو بالبقاء بل الوجود الباقي أشد حاجه في التعلق بالغير من الوجود الحادث إذا كانا فاقرين وأنت إذا حللت معنى الوجود الحادث إلى عدم سابق ووجود علمت أن العدم ليس مستندا بالذات إلى عله موجوده وكون الوجود بعد العدم من لوازم هويه ذلك الوجود فلم يبق (1) للتعلق بالغير الا نفس الوجود مع قطع النظر عما يلزمه فليس للفاعل صنع فيما سوى الوجود ثم بعض من الوجود بنفسه يوصف بالحدوث بلا مقتض من غيره أو اقتضاء من ذاته كما أن الجسم في وجوده متعلق بالعلة ثم هو بنفسه موصوف بلزوم التناهي مطلقا (2) وكما أن حاجه الماهيات إلى عله وجوداتها من حيث إنها في ذاتها متساوية النسبة إلى الوجود والعدم والمستفاد لها من العلة وصف الوجود واما وصف كونها متساوية النسبة أو كون وجودها بعد البطلان سواء ا كان بالذات أو بالزمان فامر ضروري غير مفتقر إلى العلة فكذلك حاجه الوجود إلى العلة وتقومه بها من حيث كونه بذاته وهويته وجودا ضعيفا تعلقيا ظليا والمستفاد من العلة نفسه الضعيفة لا كونه متصفا بالحدوث أو القدم (3) ويلائم هذا ما وجد في كلام بعض متأخري العلماء ان الذات المستفادة من
(٢١٨)