الثاني ان التأثير اما في الماهية أو في الوجود أو في اتصافها به والأول محال لان ما يتعلق بالغير يلزم عدمه من عدم الغير وسلب الماهية عن نفسه محال والثاني يستلزم ان لا يبقى الوجود وجودا عند فرض عدم ذلك التأثير فان ظن أنه لا يلزم ان يكون الانسان مثلا مع كونه انسانا يصير موصوفا بأنه ليس بانسان بل انما ينتفى الانسان ولا يبقى دفع بان نفى الانسان قضية (1) ولا بد من تقرر موضوعها حال الحكم فيكون الفاني هو الثابت فيكون الشئ ثابتا ومنفيا متقررا وغير متقرر وكذا الكلام في الوجود ايرادا ودفعا والثالث غير صحيح لكون الاتصاف امرا ذهنيا اعتباريا لا يجوز ان يكون أول الصوادر بالذات ومع ذلك ثبوته لكونه من النسب بعد ثبوت الطرفين على أن الاتصاف أيضا ماهية فيعود السؤال بان اثر الجاعل نفس الاتصاف أو وجوده أو الاتصاف (2) بالاتصاف بالوجود وكذا الكلام في الاتصاف بالاتصاف حتى يتسلسل الامر إلى لا نهاية.
ويزاح في المشهور بان الجعل يتعلق بنفس الانسان ويترتب عليه الوجود والاتصاف به لكونهما اعتباريين مصداقهما نفس الماهية الصادرة عن الجاعل والانسان وان لم يكن انسانا بتأثير الغير لكن نفس ماهية الانسان بالغير بمعنى ان مجرد ذاته البسيطة اثر العلة لا الحالة التركيبية بينها وبينها أو بينها وبين غيرها كقولنا الانسان انسان أو الانسان موجود فالانسان انسان بذاته لكن نفسه من غيره وبين المعنيين فرق واضح فإذا فرض الانسان على الوجه البسيط وجب انسانيته بسبب الفرض وجوبا مترتبا على الفرض فيمتنع تأثير المؤثر فيه لان وجوب الشئ ينافي احتياجه إلى الغير فيما وجب لذاته ولاستحالة جعل ما فرض مجعولا اما قبل فرض الانسان نفسه فيمكن ان يجعل المؤثر نفس الانسان ولك ان تقول يجب (3) نفس الانسان واردت به الوجوب السابق وقد ثبت الفرق بين الوجوبين السابق واللاحق