القيوم الجواد التام القيومية والإفاضة وانها بما يتحقق ذاتها يتحقق عليتها من دون المغائرة الخارجية أو العقلية بحسب التحليل فلو فرض (1) سببيه السبب الأول شيئا ممكنا لتصح الملازمة بينها وبين المعلول الأول نقلنا الكلام إلى الملازمة بين السببية والسبب الأول لامكانها ووجوبه فاما ان يتسلسل الكلام في السببيات أو يعود المحذور الأول كيف وليس في الموجود الأول جهة امكانية أصلا سواء ا كان بحسب الذات أو بحسب كمال الذات أو بحسب خيراته الإضافية ورشحاته الافاضية فالحق (2) في هذا المقام ان المعلول له ماهية امكانية وجود مستفاد من الواجب فيتركب بهويه العينية من أمرين شبيهين بالمادة والصورة أحدهما محض الفاقة والقوة والبطون والامكان والاخر محض الاستغناء والفعلية والظهور والوجوب (3) وقد علمت من طريقتنا ان منشا التعلق والعلية بين الموجودات ليس الا انحاء الوجودات والماهية لا علاقة لها بالذات مع العلة الا من قبل الوجود المنسوب إليها وقد مر أيضا ان معنى الامكان في الوجود الممكن غير معناه في الماهية وان أحدهما يجامع الضرورة الذاتية بل عينها بخلاف الاخر فإنه ينافيها.
(١٩٢)