متعددا (1) بخلاف الماهية فإنها امر مبهم لا يأبى تعدد انحاء الوجود لها والعلم بالشئ ليس الا نحوا من انحاء وجود ذلك الشئ للذات المجردة واما ان حقيقته غير معلومه لاحد علما اكتناهيا واحاطيا عقليا أو حسيا فهذا أيضا حق لا يعتريه شبهه إذ ليس للقوى العقلية أو الحسية التسلط عليه بالإحاطة والاكتناه فان القاهرية والتسلط للعلة بالقياس إلى المعلول والمعلول انما هو شان من شؤون علته وله حصول تام عندها وليس لها حصول تام عنده واما ان ذاته لا يكون مشهودا لاحد من الممكنات أصلا فليس كذلك بل لكل منها ان يلاحظ ذاته المقدسة عن الحصر والتقييد بالأمكنة والجهات والاحياز على قدر ما يمكن للمفاض عليه ان يلاحظ المفيض فكل منها ينال من تجلى ذاته بقدر وعائه الوجودي (2) ويحرم عنه بقدر ضعفه وقصوره وضيقه عن الإحاطة به لبعده عن منبع الوجود من قبل ضعف وجوده أو مقارنته للاعدام والقوى والمواد لا لمنع وبخل من قبله تعالى فإنه لعظمته وسعه رحمته وشده نوره النافذ وعدم تناهيه أقرب إلى كل أحد من كل أحد غيره كما أشار اليه في كتابه المجيد بقوله ونحن أقرب اليه من حبل الوريد وقوله وإذا سئلك عبادي عنى فانى قريب فهو سبحانه في العلو الاعلى من جهة كماله الأقصى والدنو الأدنى من جهة سعة رحمته فهو العالي في دنوه والداني في علوه واليه أشير في الرواية عن النبي ع لو دليتم بالأرض السفلى لهبطتم على الله تعالى (3) قال يعقوب بن إسحاق الكندي إذا كانت العلة الأولى متصله بنا لفيضه علينا وكنا غير متصلين به الا من جهته فقد يمكن فينا ملاحظته على قدر ما يمكن للمفاض عليه ان يلاحظ المفيض فيجب ان لا ينسب قدر احاطته بنا إلى قدر ملاحظتنا له لأنها اغزر
(١١٤)