وأوفر وأشد استغراقا وقال المحقق الشهرزوري في الشجرة الإلهية الواجب لذاته أجمل الأشياء وأكملها لان كل جمال وكمال رشح وظل وفيض من جماله وكماله فله الجلال الأرفع والنور الأقهر فهو محتجب بكمال نوريته وشده ظهوره والحكماء المتألهون العارفون به يشهدونه لا بالكنه لان شده ظهوره وقوه لمعانه وضعف ذواتنا المجردة النورية يمنعا عن مشاهدته بالكنه كما منع شده ظهور الشمس وقوه نورها ابصارنا اكتناهها لان شده نوريتها حجابها ونحن نعرف الحق الأول ونشاهده لكن لا نحيط به علما كما ورد في الوحي الإلهي ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم.
واعلم أن معنى كون شده النورية العقلية أو الحسية حجابا للعقل أو الحس عن الادراك يرجع إلى قصور شئ منهما وفتوره عن نيل مطلوبه والاكتناه به فان الحجاب عدمي وحقيقة الواجب صرف الوجود ومحض النورية بلا مصحوبية شئ من الاعدام والظلمات والنقائص والآفات.
فان قيل إذا جوزت كون ذاته معلوما بالحضور الاشراقي للنفوس المتألهة ولا شك ان المشهود بالشهود (1) الوجودي ليس الا نفس حقيقته البسيطة لا وجها من وجوهه فكيف لا يكون معلوما بالكنه والمشهود ليس الا نفس حقيقته الصرفة لا غير.
قلنا لا يمكن للمعلولات مشاهده ذاته الا من وراء حجاب أو حجب حتى المعلول الأول فهو أيضا لا يشاهد ذاته الا بواسطة عين وجوده ومشاهده نفس ذاته فيكون شهود الحق الأول له من جهة شهود ذاته وبحسب وعائه الوجودي لا بحسب ما هو المشهود وهذا لا ينافي الفناء الذي ادعوه فإنه انما يحصل بترك الالتفات إلى الذات والاقبال بكليه الذات إلى الحق فلا يزال العالم في حجاب تعينه وأنيته عن ادراك الحق لا يرتفع ذلك الحجاب عنه بحيث لم يصر مانعا عن الشهود ولم يبق له حكم وان