الخطاء والصواب واليه يرجع حكم الكفر والايمان والتفاضل بين العرفاء والمراتب بين الناس بخلاف النحو الأول فإنه لا يتطرق اليه الخطاء والجهالة أصلا كما في الفارسية دانش حق ذوات را فطرى است * دانش دانش است كان فكرى است.
فاذن قد انكشف ان مدركات الخمس كمدركات سائر القوى الادراكية مظاهر الهوية الإلهية التي هي المحبوب الأول والمقصود الكامل للانسان فبعينه يشاهده وينظر اليه لا على وجه يعتقده الأشاعرة وباذنه يسمع كلامه وبانفه يشم رائحة طيبه وبجميع ظاهر بدنه يلمس لا على وجه يقوله المجسمة تعالى عن ذلك علوا كبيرا فيدرك المحبوب الحقيقي بجميع القوى والجوارح مع تقدس ذاته عن الأمكنة والجهات وتجرد حقيقته عن المواد والجسمانيات وما ذكرناه مما أطبق عليه أهل الكشف والشهود الذين هم خلاصه عباد الله المعبود بل جميع الموجودات عندهم بالمعنى الذي ذكرناه عقلاء (1) عارفون بربهم مسبحون له شاهدون لجماله سامعون لكلامه واليه الإشارة (2) بقوله تعالى وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم والتسبيح والتقديس لا يتصوران بدون المعرفة وقوله تعالى انما امره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون دليل واضح على كون كل من الموجودات عاقلا