العظماء من الحكماء الفهلويين وقصوراتها انما تنشأ من خصوصيات هوياتها التي لا تزيد على حقيقتها المتفقه في أصل الوجود والنورية ومنها ان الواجب مبدء للممكنات فلو كان (1) وجودا مجردا فكونه مبدء ا للممكنات إن كان لذاته فيلزم ان يكون كل وجود كذلك وهو محال لاستلزامه كون كل وجود ممكن عله لنفسه ولعلله والا فإن كان هو الوجود مع قيد التجرد لزم تركب المبدء الأول بل عدمه ضرورة ان أحد جزئيه وهو التجرد عدمي وإن كان بشرط التجرد لزم جواز كون كل وجود مبدء لكل وجود الا ان الحكم تخلف عنه لفقدان شرط المبدئية وهو التجرد.
والجواب كما مر ان ذلك لذاته الذي هو وجود خاص مخالف لسائر الوجودات ذاتا وحقيقة كما هو عند الجمهور من المشائين أو تأصلا وغنى كما هو عند الأقدمين.
ومنها ان حقيقة الله لا يساوى حقيقة شئ من الأشياء لان حقيقة ما سواه مقتضيه للامكان وحقيقته تعالى منافيه للامكان واختلاف اللوازم يستدعى اختلاف الملزومات على أن (2) وجود الواجب يساوى وجود الممكن في كونه وجودا ثم ليس مع ذلك الوجود شئ آخر غير ذاته (3) بل ذاته مجرد الوجود فيكون جميع الوجودات الممكنات متساوية في تمام الحقيقة لذاته.