ألف: من أين عرف أنه لم يستعمل علمه فإن النفي - حسب قوله هو - يحتاج إلى دليل ولابد في الدليل - حسب قوله - أيضا من أن يكون قطعيا.
ب: ومن أين عرف أنه يتهم ويفسق الناس على الطريقة السائدة عند السياسيين فإن مقتضى حمله على الأحسن هو أن نقول: إنه قد استعمل علمه، واستعمل الطريقة الشرعية الصحيحة التي أدت به إلى هذه النتائج. وانصاع إلى حكم الشرع بوجوب التصدي لضلال هذا، أو لكفر، أو لفسق ذاك..
4 - إنه حكم على العالم الذي يصدر الحكم على أهل الضلال والفسق بأنه يعاني من " انعدام التقوى ".
ونقول له أيضا:
أولا: النفي يحتاج إلى دليل، حسب قوله. ولابد من أن يكون قطعيا حسب قوله كذلك.
ثانيا: مقتضى الحمل على الأحسن. ومقتضى حمل فعل المسلم على الصحة هو أن نصفه بأنه في حكمه هذا - الذي يعرض نفسه فيه لمثل هذه الإهانات - في أقصى درجات التقوى والورع، والانقياد لأحكام الله سبحانه.
وبعدما تقدم فإننا ندعو القارئ العزيز للاطلاع على بعض ما يصف به هذا البعض علماء الأمة وأعلامها فيما تقدم ويأتي من مطالب في هذا الكتاب.
5 - إننا نتفهم جيدا ونعطي الحق الكامل لأي إنسان يواجه تهمة ما في أن يدافع عن نفسه..
ولكن ليس من حقه أن يمارس في ذلك أساليب غير مشروعة، مثل كيل التهم إلى مراجع الأمة وعلمائها. وتحقيرهم على صفحات الجرائد، ومن خلال الإذاعات، وعلى شاشات التلفزة المحلية منها والإقليمية، وربما العالمية أيضا، فضلا عما يسجله في المقابلات، وما يلقيه في المحاضرات وما إلى ذلك.
إن المتهم إذا كان يعتقد ببراءة نفسه، فما عليه إلا أن يقدم الدليل والحجة.. وكيف وأنى له أن يقدم الدليل على ذلك؟ وهذه كتبه زاخرة بهذه المقولات، وتلك هي الإذاعات وأجهزة التلفاز، وأشرطة الفيديو، وأشرطة التسجيل لم تزل تحمل للناس على مر الأيام التأكيد تلو التأكيد على نفس تلك المقولات التي