3 - يلاحظ: أنه إنما اعترف بكشف (دارها) ولم يقل بيتها، وإن كان حين ذكر كلام أبي بكر حول هذا الأمر، نجد أن تعبير أبي بكر قد جاء أدق وأوضح من كلام هذا البعض فقد قال أبو بكر: (بيت فاطمة) ولم يقل: (دار فاطمة..) لأن الدخول للدار قد لا يصاحبه دخول البيت.
4 - إن هذا النص الذي ذكرناه - وهو الذي نقلناه من كتاب " الزهراء القدوة " وقد هذب إلى أقصى الدرجات يوضح: أنه لا يزال مصرا على تشكيكاته بما جرى على الزهراء من مظالم.. ويوضح أيضا: أن إنكاره لا ينحصر بأمر كسر الضلع وحسب، وانما يتعداه إلى مختلف مفردات مظلوميتها عليها الصلاة والسلام.
5 - إن مراجعة علامات الاستفهام والأدلة التي طرحها هذا البعض، وقد ذكرنا شطرا كبيرا منها في هذا الفصل تعطينا: أن ما جعله مبررا للتشكيك في إحراق الباب والضرب، وإسقاط الجنين هو نفسه من أسباب التشكيك حتى في جمع الحطب، وفي حدوث أدنى تعرض بالسوء للزهراء عليها السلام.. فإذا جرت باؤه هناك، فلا بد أن تجر في سائر الموارد..
فقد احتج بأن للزهراء، مكانة كبيرة لدى المسلمين. تمنع من حدوث هذه الأمور..
فإذا كانت هذه المكانة تمنع من الإحراق ومن كسر الضلع، وإسقاط الجنين و و.. فإنها تمنع أيضا جمع الحطب، ومن التهديد بالإحراق. وتمنع أيضا من كشف (دارها) على حد تعبيره..
واستدل أيضا - بأن الذين جاء بهم عمر لمهاجمة بيتها كانت قلوبهم مملوءة بحبها، فكيف نتصور أن يهجموا عليها كما ذكره في إذاعة تابعة له..
وهذا بالذات يقال بالنسبة لجمع الحطب، والتهديد، فإن قلوبهم كانت مملوءة بحبها فكيف نتصور أن يكشفوا دارها. أو أن يجمعوا الحطب، أو أن يهددوا بإحراق البيت..
وهكذا الحال بالنسبة للعديد من أدلته التي ذكرنا في هذا الكتاب شطرا منها..
وإذا كان هؤلاء الأشخاص على حد تعبيره في كتاب للإنسان والحياة - قد فهموا كلام النبي حول تعيين من يقوم بالأمر بعده بطريقة معينة، فكان إبعاد علي عليه السلام عن الخلافة نتيجة هذا الفهم الذي يعذر فيه صاحبه،