منه في الحال ومكث نقيبا أمينا على بيت المال حولا واحدا ثم مات بالمدينة سنة 1002 وكان لبديوي ولد اسمه عامر سافر إلى ديار العجم واتجه بالشاه عباس ابن الشاة محمد خدابنده فعين له في كل زمان عشرين تومانا تبريزيا من موقفات الحرمين الشريفين كليل وسرمة قريتان بين أصفهان وشيراز فلم يزل ذلك المعين يقبضه حي مات.
السيد علي بن حسين الزنجفوري الهندي.
كان فاضلا عالما مصنفا قرأ على ممتاز العلماء السيد محمد تقي وعلى تاج العلماء علي محمد بن سلطان العلماء السيد محمد الهندي وعلى المفتي السيد محمد عباس ويروي بالإجازة عن الأخيرين. له من المؤلفات 1 لسان الصادقين في شرح الأربعين مطبوع 2 دليل العصاة على سبيل النجاة 3 الذخائر في احكام الكبائر ترجمة دليل العصاة بالفارسية 4 جلاء البصر في قصص آدم أبي البشر 5 منازل قمرية في سوانح سفرية وهي رحلته إلى مشاهد العراق 6 تذكرة المتعلمين ونصرة المتأدبين 7 صفاء اللآلي في احكام المساجد السفالي 8 الحجة البالغة في حجية ظاهر الكتاب 9 السبيكة اللجينية من التربة الحسينية 10 الشمسة في الأحاديث الخمسة.
الشيخ علي بن الحسين الطريحي النجفي المعاصر.
توفي بالشنافية سنة 1333 وحمل على الرؤوس إلى النجف ودفن بها. له شوارع الاحكام التي في شرائع الاسلام فرع من مجلده الأول خامس ربيع الأول سنة 1315 وعلى ظهره إجازات مشايخه بخطوطهم وهم الشيخ ميرزا حسين النوري والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ محمد طه نجف.
الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي المعروف بالمحقق الثاني والمحقق الكركي وبالشيخ العلائي وبالمولى المروج.
الكركي نسبة إلى كرك نوح قرية ببلاد بعلبك والمحقق الثاني في قبال المحقق الحلي جعفر بن سعيد فكم في علماء الشيعة من محققين ولكن لقب محقق لم يشتهر الا لهما كما أن الذين استشهدوا من العلماء كثيرون ولكن لقب الشهيد لم يصر علما الا على الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الجزيني والشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي الجبعي ولقب العلامة لم يختص الا بالعلامة الحلي الحسن ابن المطهر ولقب بحر العلوم لم يختص الا بالسيد محمد مهدي الطباطبائي النجفي.
وفاته ومدفنه توفي سنة 940 في زمن الشاة طهماسب في التاسع والعشرين من ذي الحجة كما عن نظام الأقوال لنظام الدين الساوجي متمم الجامع العباسي أو في الثامن عشر منه يوم الاثنين كما عن تاريخ وقائع السنين للأمير إسماعيل الخاتون آبادي أو يوم السبت كما عن تاريخ حسن بك روملو الفارسي وكما في تاريخ عالم آرا كلهم صرحوا بان وفاته سنة 940 ولكن في الأمل انه توفي سنة 937 وقد زاد عمره على السبعين وكذلك في المحكي عن رسالة لبعض أفاضل تلامذته فيها تراجم جملة من العلماء انه مات بالغري من نجف الكوفة سنة 937 وله من العمر ما ينيف على الستين سنة. قيل وكانه من سهو القلم كما أن ما في روضات الجنات في ترجمة الشهيد الثاني من أن المحقق الكركي توفي في 12 ذي الحجة سنة 945 الظاهر أنه من سهو القلم أيضا لأنه صحح في ترجمة المحقق الكركي ان وفاته كانت سنة 940 قال وهو المطابق لما جعلوه تاريخا لوفاته وهو مقتداي شيعة فإنها تبلغ بحساب الجمل 940 وفي تاريخ عالم آرا ان وفاته كانت في النجف الأشرف. وعن رياض العلماء: قد صرح الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد شيخنا البهائي بان الشيخ علي الكركي قد قتل شهيدا والظاهر أنه قد كان بالسم المستند إلى بعض امناء الدولة اه وذكر في روضات الجنات في ترجمة الشهيد الثاني ان المحقق الكركي توفي مسموما وهو في الغري ولكنه في ترجمة المحقق الثاني قال بعد نقل ما تقدم عن والد البهائي:
ان هذا غير مفهوم من كلمات واحد من الأصحاب ولا مصرح به في شئ من المدونات في هذا الباب ولو كان لنقل ولو نقل لم يقل ولو كثر لأشتهر ولو شهر لم يسر اه وفي تكملة الأمل بعد نقله انه سفسطة من الكلام ولو نقله ألف مؤرخ لم يبلغ في الصحة مبلغ نقل الشيخ حسين بن عبد الصمد الشيخ الرباني الذي هو في عصره مثل زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم في زمانهما فهذا التضعيف من أقبح التصنيف وكم لهذا السيد من مثل هذه الهفوات رضي الله عنه اه ثم إن المؤرخين الذين ذكروا ان وفاته كانت بالغري لم يذكروا سبب مجيئه للغري مع أن مسكنه كان ببلاد العجم فلعله كان للزيارة أو انه انتقل إليها من بلاد العجم والله أعلم.
أقوال العلماء في حقه في الأمل امره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدر وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر اه. وقال السيد مصطفى التفريشي في كتاب نقد الرجال في حقه: شيخ الطائفة وعلامة وقته صاحب التحقيق والتدقيق كثير العلم نقي الكلام جيد التصانيف من أجلاء هذه الطائفة وقال نظام الدين القرشي في كتابه نظام الأقوال: من مشائخنا المتأخرين نادرة الزمان ويتيمة الأوان له تصانيف جيدة، وقال بعض أفاضل تلامذته في حقه الشيخ الأجل الرفيع القدر شيخ الاسلام والمسلمين صاحب التعليقات الحسنة والتصانيف المليحة.
وقال الشهيد الثاني في بعض اجازاته عند ذكره: الشيخ المحقق المنقح نادرة الزمان ويتيمة الأوان وفي روضات الجنات شانه أجل من أن يحتاج إلى البيان وفضله أوضح من أن يقام عليه البرهان وفي تكملة أمل الآمل كان مروج المذهب والملة وشيخ المشائخ الأجلة محيي مراسم المذهب الأنور ومروض رياض الدين الأزهر ومسهل سبيل النظر والتحقيق ومفتح أبواب الفكر والتدقيق وشيخ الطائفة في زمانه وعلامة عصره وأوانه.
وذكره خوانده أمير المعاصر له من جملة علماء دولة الشاة إسماعيل الأول وبالغ في الثناء عليه الا انه ذكره بعنوان الشيخ علاء الدين عبد العالي وقال المجلسي في أوائل البحار في حقه أفضل المحققين مروج مذهب الأئمة الطاهرين اجزل الله تشريفه ثم قال والشيخ المروج للمذهب نور الدين حشره الله مع الأئمة الطاهرين، حقوقه على الايمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقلها وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة.